تاريخ ومزارات

ملحمة جلولاء: الحسم الأخير بين المسلمين والساسانيين

مدينة جلولاء، أو “قِزل رباط”، الواقعة على ضفاف نهر ديالى جنوب غرب خانقين، تحتل موقعًا استراتيجيًا هامًا بين العراق وإيران، وقد كانت محطة بارزة للتجارة والحضارة. تُعرف جلولاء في الأصل بالكردية باسم “كولالة”، نسبةً إلى نبات ينمو في نهر سيروآن، الذي يتدفق بالقرب من البلدة. تَسكنها عشائر كردية من باجلان والزَند والجاف، إلى جانب عشيرة العبيد العربية، ويعيش فيها اليوم تنوع عرقي من العرب والأكراد والتركمان، مع غالبية من المسلمين.

جلولاء، التي تبعد حوالي 185 كيلومترًا عن العاصمة بغداد، كانت المعقل الأخير للدولة الساسانية في العراق، حيث شهدت واحدة من أشرس المعارك في التاريخ الإسلامي. ففي 7 ديسمبر عام 637م، التقى جيش المسلمين بقيادة القائد هاشم بن عتبة بجيش الساسانيين بقيادة يزدجرد في معركة حاسمة.

وفقًا لما ورد في “تاريخ الأمم والملوك” للطبري، بعد أن استقر المسلمون في المدائن ووزعوا غنائمهم وأرسلوا الأخماس إلى الخليفة عمر بن الخطاب، وصلت الأخبار بأن مهران الساساني قد عسكر في جلولاء وتحَصن بخندق دفاعي، بينما تجمع أهل الموصل في تكريت. بناءً على هذه الأخبار، كتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر، الذي أصدر أوامره بإرسال هاشم بن عتبة إلى جلولاء على رأس اثني عشر ألف جندي.

رتب الخليفة عمر بن الخطاب الجيش باحترافية، فجعل القعقاع بن عمرو قائدًا للمقدمة، وسعر بن مالك على الميمنة، وعمرو بن مالك على الميسرة، وعمرو بن مرة الجهني على الساقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى