تاريخ ومزارات

قصر المطرية: ماض عريق ومستقبل مهدد بالانقراض

 

تعتبر القصور التاريخية في مصر شاهداً حياً على إرث ثقافي ومعماري عريق، يروي قصصاً تمتد عبر العصور. وعلى الرغم من عراقتها وجمالها، تجد العديد من هذه القصور نفسها مهملة ومُتجاهلة، تائهة في غياب النسيان. واحدة من أبرز هذه القصور هي قصر الأمير يوسف كمال، الذي يقف كرمز لجمال العمارة المصرية، بينما يتعرض لمخاطر الإهمال والتخريب. من خلال استعراضنا لهذا القصر المهيب، نسعى لإلقاء الضوء على حكاياته الفريدة، وكشف التحديات التي تواجه هذا الإرث المعماري، ولتأكيد أهمية الحفاظ على تراثنا الثقافي للأجيال القادمة.

 

في المطرية، يقف قصر الأمير يوسف كمال محاطًا بمبانٍ تشوه معالمه، حيث يتواجد معهد بحوث الصحراء داخل مبناه منذ زمن بعيد. ورغم قيمته المعمارية، لم يُسجل كأثر، وتم انتهاك شرط وقفه المخصص لدار الآثار العربية بتحويله إلى وزارة الزراعة.

 

تواجه القصر كارثة أخرى تتمثل في غمره بمياه الصرف الصحي، حيث تتدفق يوميًا من جميع أحياء المطرية، في حين سددت إدارة المركز مبلغ 60 ألف جنيه لهيئة الصرف الصحي لمعالجة المشكلة دون جدوى.

 

تراث الأمير يوسف كمال

 

قصر الأمير يوسف كمال في المطرية هو واحد من عدة منشآت تعود للأمير في مصر، حيث يمتلك أيضًا قصرين في الصعيد، أحدهما في نجع حمادي والآخر في أرمنت، بالإضافة إلى فيلا في الإسكندرية. أنشئ القصر في الأطراف الشمالية الشرقية للقاهرة في أوائل القرن العشرين، حيث شهدت المنطقة في تلك الفترة توسعًا.

 

بدأ بناء القصر عام 1908 وانتهى في 1910، صممه المعماري الشهير “لاشياك” وزخرفه المهندس الإيطالي “نيانكي”، على مساحة 14 فدانًا. وحرص المعماري على عدم بناء أي منشآت إلى شمال القصر لضمان هيبته أمام الزوار.

 

 

 

 

تحتوي الطوابق العليا على العديد من القاعات المذهلة، بما في ذلك القاعة الرئيسية المغطاة بالقطيفة الحمراء، والتي تحتوي على لوحة ضخمة للأمير مع حاشيته. بالإضافة إلى قاعة الطعام الفخمة المليئة بالرخام والفسيفساء، والمكتبتين الهامتين.

 

من بين أروع الأماكن في القصر، القاعة الإسلامية، المزينة بالبلاطات الخزفية العثمانية والفسيفساء القديمة، مما يجعلها مؤهلة لتسجيل القصر كأثر.

 

على الرغم من الحالة الجيدة للقصر، إلا أن تسجيله كأثر تأخر كثيرًا. يحمل الأمير يوسف كمال شعارًا مميزًا على مشغولاته، وهو يجمع بين الحروف العربية، مما يعكس هوية الأسرة العلوية. ومع مرور الوقت، يظل القصر شاهدًا على تراثٍ عريق يستحق الحفظ والتقدير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى