المزيد

هجوم إسرائيلي على إيران: تصعيد جديد أم مناورة لحفظ ماء الوجه؟

أعلن الجيش الإسرائيلي صباح السبت عن انتهاء هجومه على إيران وعودة طائراته بعد تنفيذ ثلاث موجات من الضربات الجوية، مشيراً إلى قصف منشآت لتصنيع صواريخ قيل إنها استخدمت في إنتاج الأسلحة التي أُطلقت على إسرائيل على مدار العام الماضي. ومع إعلان الجيش الإسرائيلي لهذا النجاح، بدأت تتكشف روايتان مختلفتان حول نتائج هذا الهجوم.

يرى الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، أن هناك روايتين متناقضتين حول هذا الحدث؛ الرواية الإسرائيلية التي تؤكد نجاح الهجوم وتحقيق أهدافه، والرواية الإيرانية التي تُعلن فشل الهجوم في تحقيق أهدافه المعلنة، وأضاف أبولحية، أن تقييم نجاح أو فشل الهجوم لا يمكن تأكيده حالياً بسبب الرقابة العسكرية من الطرفين، إلا أن المؤشرات المبدئية تشير إلى أن إسرائيل لم تحقق الصورة التي روجت لها طوال 24 يوماً في الإعلام، سواء على المستوى الداخلي أو الدولي.

أوضح أبولحية أيضاً أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا قد رسموا صورة مفادها أن الهجوم سيكون مزلزلاً وسيستهدف منشآت نووية أو منشآت نفطية أو مواقع للحرس الثوري الإيراني، وربما حتى اغتيال شخصيات سياسية أو عسكرية بارزة في إيران، لكن ما حدث يعكس تراجعاً واضحاً؛ إذ يبدو أن إسرائيل تفضل تجنب مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران، ما يجعل هذا الهجوم أشبه بمناورة إعلامية لحفظ ماء الوجه أكثر من كونه هجوماً حقيقياً.

وأشار أبولحية إلى أن هذا الهجوم الإسرائيلي جرى التخطيط له بالتنسيق مع الولايات المتحدة، حيث كانت واشنطن على اطلاع مباشر على تفاصيل الهجوم لحظة بلحظة. ويأتي هذا التنسيق بهدف ضمان عدم تجاوز إسرائيل للخطوط المتفق عليها، خاصة وأن الولايات المتحدة تسعى لتجنب اندلاع حرب شاملة في المنطقة قبيل الانتخابات الأمريكية، مما قد يؤثر بشكل كبير على نتائجها. وأكد أن إدارة الرئيس جو بايدن كانت حريصة على مراقبة كل خطوة تتخذها إسرائيل، حرصاً على تجنب أي تصعيد قد يضر بمصالحها في المنطقة.

في سياق متصل، أفادت مصادر إعلامية عبرية بأن إسرائيل أبلغت إيران قبل الهجوم بساعات، فيما تبنت المقاومة الإسلامية في العراق عملية إطلاق مسيّرة نحو إسرائيل في تصعيدٍ قد يحمل دلالات جديدة في التوترات الإقليمية.

واختتم أبولحية تصريحاته قائلاً إنه من المتوقع أن تعقب الهجوم الإسرائيلي خطوات دبلوماسية لتهدئة الأوضاع، حيث قد تُعرض على إيران صفقة لعدم الرد على الهجوم مقابل تهدئة إسرائيلية في لبنان، بما يشمل تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، مما قد يسهم في تخفيف حدة الصراع في المنطقة على المدى القريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى