كتبت: شيماء طه
تعتبر قبيلة القطعان من أهم القبائل البدوية التي تسكن محافظة مطروح ، حيث تمتد جذورها إلى تاريخ طويل يمتاز بالعراقة والقوة.
تعيش هذه القبيلة في الصحراء الغربية وتتوزع في مناطق عدة داخل مطروح، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي للمنطقة.
أصولهم وجذورهم
ترجع أصول قبيلة القطعان إلى أصول عربية قديمة، ويُعتقد أن القبيلة استقرت في مطروح منذ قرون عدة، مستفيدة من طبيعة المنطقة الصحراوية التي تتناسب مع أسلوب حياتهم البدوي ، مثل الكثير من القبائل البدوية في شمال أفريقيا، لعب القطعان دورًا هامًا في الحفاظ على التقاليد والعادات التي تتعلق بالضيافة، الكرم، والشجاعة.
الحياة الإقتصادية
يُعتبر الرعي والزراعة من الأنشطة الرئيسية التي تعتمد عليها قبيلة القطعان في معيشتها.
تُربي القبيلة الأغنام والإبل، حيث يعتبر ذلك جزءًا من ثقافتهم وأسلوب حياتهم التقليدي. إلى جانب الرعي، تمارس القبيلة الزراعة في بعض المناطق الخصبة، خاصة في موسم الأمطار، مما يسهم في توفير الغذاء لسكان المنطقة.
كما أن التجارة تعتبر جزءًا هامًا من حياة أفراد القبيلة، حيث يقومون ببيع المنتجات الحيوانية مثل الصوف واللحوم في الأسواق المحلية.
ويعتمد أفراد القبيلة أيضًا على خبرتهم في الصحراء في مجال التنقل والتجارة بين مصر وليبيا، ما عزز مكانتهم الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة.
تقاليدهم وتراثهم
تحافظ قبيلة القطعان على التقاليد البدوية التي تتوارثها الأجيال.
من أهم هذه التقاليد الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية، مثل الأفراح التي تتميز بالطقوس البدوية التقليدية، وتشمل الأغاني والرقصات الشعبية التي تعكس الفخر والانتماء للقبيلة.
كما أن الضيافة تعتبر قيمة محورية في ثقافة القطعان. يُعرف أفراد القبيلة بكرمهم وحسن استقبال الضيوف، وهو أمر يشكل جزءًا أساسيًا من الهوية البدوية التي يعيشونها.
دور القطعان في المجتمع المحلي
تتمتع قبيلة القطعان بمكانة مرموقة في مطروح، حيث يلعب أفراد القبيلة دورًا كبيرًا في الحياة الاجتماعية والسياسية المحلية. غالبًا ما يكون لشيوخ القبيلة كلمة مسموعة في حل النزاعات المحلية والمساهمة في توجيه المجتمع نحو التضامن والالتزام بالتقاليد.
كما أن القبيلة تعتبر شريكًا مهمًا في حماية البيئة المحلية، حيث تتناغم أنشطتهم الاقتصادية مع النظام البيئي الصحراوي، مما يساهم في الحفاظ على التوازن الطبيعي في المنطقة.
رغم حفاظهم على تراثهم العريق، تواجه قبيلة القطعان العديد من التحديات في العصر الحديث.
من أبرز هذه التحديات التحولات الإقتصادية والاجتماعية التي تعيشها مصر بشكل عام.
مع تزايد التحديث في الحياة المدنية وزحف التحضر، تجد القبيلة نفسها أمام ضرورة التكيف مع متطلبات العصر دون التفريط في هويتها وتقاليدها.
الرعي والزراعة
كما أن التغيرات المناخية وانخفاض نسبة الأمطار يشكلان تحديًا كبيرًا للرعي والزراعة، مما يدفع أفراد القبيلة إلى البحث عن وسائل جديدة لضمان استمرارية حياتهم التقليدية.
قبيلة القطعان تمثل رمزًا للقوة والصمود في مطروح، حيث تجمع بين الأصالة والتقاليد العريقة التي تعزز من مكانتها في المجتمع.
ورغم التحديات المعاصرة، تواصل القبيلة الحفاظ على هويتها البدوية المتجذرة في الصحراء، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي لمصر.
