المزيدعادات و تقاليد
أخر الأخبار

شهر رمضان بين أهل البادية.. تقاليد قديمة وروحانية متجددة

شهر رمضان بين أهل البادية.. تقاليد قديمة وروحانية متجددة

سيناء – محمود الشوربجي

لدى أهل البادية حسابات معروفة بينهم وتواريخ يعرفون بها بداية الأشهر، وخصوصًا شهر رمضان. ولديهم معادلة حسابية فلكية يقولون خامس الصوم صوم.  أي أنهم يبدأون العد من بداية أول يوم صيام من العام الماضي إلى بداية خمسة أيام. و بذلك يعرف أن رمضان سوف يبدأ  يوم  كذا.

كما يعرفون مواعيد  السحور على طريقتهم الخاصة  مثل التركيز  على نجمة معينة  يضبطون عليها أوقاتهم. ولرمضان عند  البدو  قدسية  خاصة حتى أنهم في أثناء  الصيام لا تقام مجالس عرفية إلا في الليل لأنهم يخافون أن يخطئ  البعض أو يذل لسانه وبذلك في اعتقادهم سوف يبطل الصيام و ابتعادا منهم عن اللغو  والأخطاء في حقوق الناس لأن البدوي متدين بطبعته ويحب أن يتم صيامه على أكمل وجه وقبل وصول أجهزة  الراديو  يفطرون على أصوات صياح الديك أو دخول الليل وتيقن أن المغرب قد وجب.

وكانت في المجتمع البدوي أجهزة الراديو  قليلة حتى كان الفرد يضرب على آلة حادة ويسميها أهل البادية (حديدة)  عند غروب الشمس حتى يعرف المار بعيدا عنهم أن وقت الإفطار حان أو اقترب وهذه العادة موجودة  لربما في وقتنا الحاضر. لذلك  شهر رمضان محبب إلى البدو ويستعدون له بكل سعادة ويتبركون به ويحرصون على صيامه وقيام لياليه.

وحدثني أحد أبناء آل جرير أن رمضان شهر عبادة بالنسبة للبدوي حتى أن عادات مثل الأفراح والزواج والختان وغالبية الأشياء التي تخص المجتمع البدوي تؤجل إلى بعد العيد. ومن أهمها القضايا العرفية الكبيرة تؤجل إلى ما بعد الشهر الكريم.

كما يبتعد المجتمع البدوي عن المشاكل في شهر رمضان، وقلما أن تحدث مشكلة في هذا الشهر  الكريم بين البدو  وبعضهم لأنهم يجعلون لرمضان قدسية خاصة ومألوفة لديهم ويبتعدون قدر الإمكان عن مهاوي الذلل و الخطأ.

يعرفون وقت الإفطار والسحور

وهناك قديما قبل عصور ماضية كانوا يعرفون وقت الإفطار أو دخول الليل بالنظر إلى النجوم فإذا  ظهرت نجوم أو نجمة يكون قد دخل وقت الإفطار وأيضا ينظر الفرد في  ماضيه كانوا  يعرفون وقت  الإفطار أو دخول الليل بالنظر إلى النجوم فإذا ظهرت نجمة يكون قد دخل وقت الإفطار.

وأيضاً  ينظر الفرد في نني العين (النقطة السوداء) داخل العين فإذا  نظر ولم يراها يكون قد وجب الإفطار في هذه الحالة ومن المتعارف عليه أن البدو خبراء في النجوم ففي السحور يعرفونه بالتركيز في مجموعة نجوم مثل الثريا و على مسافات في السماء وبذلك يعرف أن وقت السحور قرب وهم نبهاء ولا يحبون السهر كثيرًا  وبذلك لا يغلبهم النوم أثناء وقت السحور.

وبالرغم من أن الكثير من القبائل البدوية، قد أصابتها الحداثة، إلا أن لرمضان طبيعة خاصة جدًا عند أهل البادية فهم يستطلعون هلاله من أعلى القمم الجبلية والمناطق الخلوية المرتفعة . ومع ذلك يلتزمون بالرؤية الشرعية التي تقوم بها الأجهزة الرسمية. وبالرغم من أن عاداتهم لا تقل أهمية في رصد هلال رمضان عن الأجهزة الحديثة فلديهم مقولة لم تخطئ قط وهي «أن خامس الصوم صوم». بمعنى أنه إذا صام الإنسان في العام السابق مثلًا يوم السبت فعليه أن يعد خمسة أيام ليكون الصيام هذا العام الأربعاء مثلًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى