كتبت: شيماء طه
بتاريخها الحافل بالقيم النبيلة والشجاعة، وجذورها العميقة الممتدة منذ مئات السنوات من بلاد الحجاز إلى صعيد مصر، استطاعت قبيلة الجعافرة خلالها إثراء الثقافة العربية في مختلف البلاد، إذ تعد – الجعافرة – واحدة من أعرق القبائل العربية التي إستوطنت مصر، وهي قبيلة ذات جذور عميقة في التاريخ العربي والإسلامي.
تنحدر الجعافرة من نسل الإمام جعفر الصادق، وهو الإمام السادس من أئمة أهل البيت من نسل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، لذلك، يُعرفون بلقب “أشراف الجعافرة”، ويتميزون بالإنتساب إلى بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
أصولهم
تشير الروايات التاريخية إلى أن هجرة الجعافرة إلى مصر تعود إلى القرون الأولى بعد الفتح الإسلامي، حينما انتقل العديد من العرب من شبه الجزيرة العربية إلى مصر واستقروا في مناطق مختلفة من البلاد. ، وقد لعبت هذه القبيلة دوراً هاماً في توطيد الإسلام والثقافة العربية في مصر.
استقر الجعافرة بشكل رئيسي في جنوب مصر، خاصة في محافظة أسوان والمناطق المحيطة بها، لكنهم يتواجدون أيضًا في مناطق أخرى مثل قنا والأقصر.
التواجد الجعرافى
يتواجد الجعافرة بكثافة في صعيد مصر، وتحديدًا في أسوان، حيث يتمتعون بنفوذ كبير وارتباط وثيق بالتقاليد والعادات العربية القديمة.
في أسوان، تشكل قبيلة الجعافرة جزءًا أساسيًا من النسيج الاجتماعي والثقافي، وتسهم بشكل كبير في الحياة الاقتصادية والسياسية.
إضافة إلى ذلك، ينتشر أفراد القبيلة في مناطق أخرى من الوجه القبلي، حيث تمتد علاقاتهم الاجتماعية والتجارية إلى محافظات قنا وسوهاج والبحر الأحمر.
هويتهم وثقافتهم
تحتفظ قبيلة الجعافرة بالعديد من العادات والتقاليد التي ترتبط بالعربية والإسلام.
يتميزون بتمسكهم بالقيم القبلية، مثل الكرم والشجاعة واحترام الكبار ، يشتهرون أيضًا بقدرتهم على حل النزاعات القبلية عبر المجالس العرفية التي تضم زعماء القبيلة.
كما تعتبر المناسبات الدينية والاجتماعية فرصة للتجمع والتواصل بين أفراد القبيلة، حيث تحتفل القبيلة بأعياد ومناسبات مثل المولد النبوي والأعياد الإسلامية.
من الناحية الثقافية، تبرز قبيلة الجعافرة في مجالات عديدة مثل الشعر العربي التقليدي والفنون الشعبية.
كما تحافظ القبيلة على تراثها العريق من الحرف اليدوية مثل الزراعة والصناعات اليدوية، وهي مهن ترتبط بالبيئة الصعيدية.
الدور السياسى والإجتماعى
لطالما كان للجعافرة دور بارز في الحياة السياسية والإجتماعية في مصر، خاصة في صعيد مصر.
تاريخيًا، لعبوا دورًا في الحركات الوطنية التي قاومت الاحتلال البريطاني، كما ساهموا في دعم الثورة المصرية عام 1952.
وفي الوقت الحالي، تتمتع القبيلة بنفوذ سياسي ملحوظ، حيث يشغل أفرادها مناصب هامة في المجالس المحلية ومجلس النواب.
على المستوى الإجتماعي، يسعى الجعافرة للحفاظ على التضامن بين أفراد القبيلة، حيث يمتازون بالتماسك الاجتماعي.
تساهم القبيلة في العديد من المشروعات التنموية التي تهدف إلى تحسين البنية التحتية والخدمات العامة في المناطق التي يقطنون فيها.
تظل قبيلة الجعافرة واحدة من القبائل المهمة في مصر، ليس فقط بسبب جذورها التاريخية العميقة وانتمائها لآل البيت، بل أيضًا بسبب دورها الاجتماعي والثقافي والسياسي المستمر.