نقب حِبران قبلة هواة الصيد.. ويدخل ضمن مشروع التجلي الأعظم
نقب حِبران قبلة هواة الصيد.. ويدخل ضمن مشروع التجلي الأعظم
كتب: محمود الشوربجي
“نقب حِبران” هو جبل مرتفع في رأس وادي حِبران يصل ارتفاعهُ إلى 1 كم أو نحوه تقريباً، يصعد عليه هواة الصيد بدءاً من عين الوَطْية في سفح الجبل إلى قمته بقصد صيد الأرانب البرية وحيوان التيتل، قيل سُمي الجزء الأسفل منه بـ “نقب حِبران” وسُمي الجزء الأعلى بـ “جبل حِبران” ، والصاعد أعلى الجبل يرى بوضوح مشاهد رائعة وجميلة وخاصة أنه يطل على جبال التيه في وسط سيناء وعلى سهل القاع وعلى جبل سربال.
وفي رحلة استطلاعية أخيرة لوحظ على قمة جبل حِبران خرائب مباني قديمة العهد يرجع تاريخها للسكان الأصليين لشبه جزيرة سيناء، وهي بنايات متينة جداً من الأحجار والصخور الغشيمة تتخذ شكلاً دائرياً يعتليها قبة دائرية لكل بناية فيها ومحاطة بسور بنفس تصميم البنايات، مما يدل على الفن الإبداعي والتصميم الدقيق لها والتي شهدت حضارات عريقة في القرون الماضية، ولهذه المنطقة جبانة خاصة بها لدفن موتاهم، ذكر لي أحد الرموز القبلية هناك أن في هذه الجبانة أربعة أضرحة تاريخية ضريحان تحت الأرض والآخران فوق الأرض وبحسب الروايات القديمة التي ورثوها على لسان الأجداد؛ قالوا أن بعضاً من البدو وجدوا في هذا المكان أساور من ذهب.
وأكد لي بعضاً من أهالي المنطقة أن من هذا الجبل هو بداية الطريق القديم المعروف والواصل بين مدينتي “الطور – سانت كاترين” والذي يعود تاريخه للعصر المملوكي كما مرّ.
وقال اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، خلال الكلمة التي ألقاها في المؤتمر العربي للسياحة والتراث الذي نظمه المركز العربي للإعلام السياحي بولاية صلالة بسلطنة عمان الأسبوع الماضي، أن مدينة سانت كاترين تشهد حاليا تطويرا غير مسبوق يتناسب مع مكانتها الروحانية والطبيعية كمدينة التجلي الأعظم لتصبح مدينة عالمية للسياحة الجبلية والروحانية والتراثية.
وأكد المحافظ، أنه يجرى الآن إنشاء فندق ايكولوجي بها وفقا للمعايير البيئية السليمة، كما تم إعداد ممرات للمشاة المتجه إلى جبل موسي بشكل لائق من حيث التمهيد والإضاءة لتسهيل الصعود إلى الجبل والاستمتاع بمشاهدة النجوم وشروق الشمس، وسيتم الانتقال داخل المدينة من خلال السيارات الكهربائية (Golf Car) أو الدراجات ولا مكان للمركبات التي تعمل بالوقود.
من جهته.. قال المهندس ممدوح زلط، المهندس الاستشاري ووكيل مديرية الطرق والنقل بجنوب سيناء، في حديث سابق، أن هناك مقترح لمدخل وادي حبران بطور سيناء وهو عمل طريق من خلاله الوصول إلي مدينة سانت كاترين بشكل مباشر ، و هذا الطريق سيختصر المسافة بين طور سيناء وسانت كاترين إلى حوالي ( 80 – 90 ) كيلو متر بدلاً من 160 كم بالطريق الحالي.
وأضاف أن تطوير طريق وادي حبران بدير سانت كاترين، هو طريق تاريخي؛ إذ عبره نبي الله موسى إلى جبل الشريعة بالوادي المقدس، واستخدم بعد ذلك لعبور الحجاج من ميناء الطور إلى سانت كاترين؛ يأتي ذلك في إطار “مشــروع التجلي الأعظم” الذي يحول المدينة إلى مقصد عالمي للسياحة الدينية والاستشفائية والجبلية، إلى جانب جذب فئات جديدة تعتمد على نمط السياحة الموسمية المستدامة.
ويؤكد الأثريون أن إعادة فتح طريق وادي حبران من طور سيناء إلى دير سانت كاترين هو إحياء لطريق وادي حبران القديم العامر بالنقوش الصخرية الأثرية لحضارات مختلفة وعليها ستشهد المنطقة نشاطاً سياحياً غير مسبوق لما تحتويه المنطقة من آثاراً تاريخية.
هذا وعند مصب وادي حبران يسير الطريق الإسفلتي الدولي القادم من مدينة الطور شمالاً إلى أن يصل إلى شرم الشيخ، وأحياناً عند شدة الأمطار وغزارتها و حدوث السيل في زمن الشتاء قد يتعرض هذا الطريق إلى الانقطاع لبضع ساعات إلى أن تجف مياهه، وفي مجرى الوادي قرب مصبه بنحو 1 كم أو أكثر مزارع كبيرة لأشجار الفاكهة، رأيت فيها خلال إحدى الرحلات البيئية أعشاباً برية، وتحتوي كل مزرعة منها على بعض البنايات الأسمنتية الأرضية في كل مزرعة واحدة، وعلى يمين الحدائق شمالاً بنحو 2 كم تقريباً قرية صغيرة سياحية غير مكتملة البناء مهجورة تطل مباشرة على ساحل خليج السويس.