51 عامًا على قرار وقف إطلاق النار وإستعادة الكرامة بعد حرب أكتوبر 1973
قرار مجلس الأمن رقم 338 بوقف إطلاق النار
كتبت: شيماء طه
في مثل هذا اليوم، 22 أكتوبر 1973، وبعد مرور 17 يومًا على بداية حرب أكتوبر المجيدة، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراره رقم 338، الذي نص على وقف فوري لإطلاق النار بين مصر وإسرائيل، وبدء مفاوضات تهدف إلى تحقيق سلام شامل ودائم في الشرق الأوسط.
جاء هذا القرار بعد ضغوط دولية مكثفة، خاصة من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، خوفًا من اتساع نطاق الحرب إلى صراع أكبر بين القوى العظمى. وقد نص القرار على وقف الأعمال العدائية والعودة إلى المفاوضات القائمة على قرار مجلس الأمن رقم 242 الذي يدعو إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967.
دبلوماسية مصر
كان قبول مصر وإسرائيل للقرار بمثابة مرحلة مفصلية في مسار الحرب، فقد أظهرت مصر شجاعة وحنكة دبلوماسية، خاصة بعد أن حققت إنتصارًا عسكريًا على الجبهة، حيث تمكن الجيش المصري من عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف الحصين، واستعادة الأراضي المحتلة في سيناء.
رغم موافقة الطرفين على القرار، لم تتوقف العمليات القتالية على الفور، وإستمر الإشتباك على بعض الجبهات لعدة أيام أخرى، قبل أن يستقر الوضع وتبدأ المفاوضات.
تلك الحرب وما تلاها من أحداث كانت الأساس الذي مهد لمفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل، والتي إنتهت بتوقيع معاهدة كامب ديفيد عام 1979.
قرار وقف إطلاق النار في 22 أكتوبر كان نقطة تحول في مسار الصراع العربي الإسرائيلي، حيث أعادت مصر بثباتها على الساحة العسكرية والسياسية كرامتها وهيبتها الإقليمية، وأثبتت قدرتها على استعادة أراضيها عبر الحرب والمفاوضات.