خزيمة بن ثابت.. فارس الشهادة المزدوجة وصوت الحق في ميادين المعارك
خزيمة بن ثابت.. فارس الشهادة المزدوجة وصوت الحق في ميادين المعارك
خزيمة بن ثابت الأَنصارِي الأَوسِي، المعروف بـ«ذي الشهادتين»، كان أحد الصحابة الكبار للنبي محمد ﷺ. لقب بهذا اللقب لأن الرسول جعل شهادته تُعادل شهادة رجلين، وذلك بسبب حادثة شهيرة حين شهد للنبي في شراء فرس دون أن يكون حاضرًا في الصفقة. عندما سأله النبي عن سبب شهادته، أجاب خزيمة بأنه صدق النبي في كل ما يقوله ويعلم أنه لا ينطق إلا بالحق. فرد عليه النبي بقوله: «من شهد له خزيمة أو عليه فحسبه»، مما جعل شهادته ذات مكانة خاصة.
خزيمة بن ثابت كان من المشاركين في غزوة بدر وكل الغزوات الأخرى بعد ذلك، وكان يحمل راية بني خطمة يوم فتح مكة. كما شارك في معركة الجمل وصفين إلى جانب علي بن أبي طالب. وفي صفين، عندما قُتل عمار بن ياسر، تذكر خزيمة حديث النبي ﷺ الذي قال فيه: «تقتل عمارًا الفئة الباغية»، مما دفعه للانضمام إلى القتال حتى استشهد في تلك المعركة.
كما يذكر أن خزيمة كان له دور في جمع القرآن، حيث ذكر زيد بن ثابت أن آية من سورة الأحزاب لم توجد إلا مع خزيمة، وهي: {مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا ما عَاهَدُوا اللَّهَ عليه}.
بالفعل، خزيمة كان شخصية عظيمة، ومواقفه تدل على إيمانه الصادق بالنبي ﷺ وحرصه على دعم الحق، حتى دفع حياته ثمنا في معركة صفين سنة 37 هـ.