مولد السيد البدوي.. حكاياته فى التراث الشعبي
أميرة جادو
انطلقت أمس الجمعة احتفالات الطرق الصوفية بمولد السيد أحمد البدوي، الذي يعتبر صاحب المقام والمزار الديني الشهير بمدينة طنطا. يعد البدوي إمامًا صوفيًا سنيًا عربيًا، وهو ثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى المتصوفين. تنسب إليه الطريقة البدوية ذات الراية الحمراء. لقِّب بالبدوي لأنه كان دائمًا يغطي وجهه باللثام كأهل البادية، كما اشتهر بألقاب أخرى مثل “شيخ العرب” و”السطوحي”.
نسب السيد أحمد البدوي
يعود نسب السيد أحمد البدوي من جهة أبيه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب. ولد البدوي في مدينة فاس المغربية، ثم هاجر مع عائلته إلى مكة في سن السابعة. استغرقت رحلة الهجرة أربع سنوات، منها ثلاث سنوات أقاموها في مصر.
السيد البدوي
ينسب إلى السيد البدوي العديد من الكرامات التي تتداولها العامة. من أشهرها ما يروى عن إنقاذه للأسرى المصريين الذين تم أسرهم في الحروب الصليبية. ولهذا السبب انتشرت في التراث الشعبي المصري مقولة “الله الله يا بدوي جاب اليسرى”، والتي تعني أن البدوي قد أنقذ الأسرى.
النسب الكامل للسيد أحمد البدوي
بحسب كتاب “مناقب السيد البدوي.. المسماه بالجواهر السنية والكرامات الأحمدية” لمؤلفه سيدي عبد الصمد، يعود نسب السيد البدوي إلى الإمام علي بن أبي طالب، فهو أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن عمر بن علي بن عثمان بن حسين بن محمد بن موسى بن يحيى بن عيسى بن هلى بن محمد بن حسن بن جعفر بن علي بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب.
روايات عن كرامات السيد البدوي
الكاتب يؤكد أن للسيد البدوي كرامات عديدة لا تحصى. من بين ما رواه الشيخ حافظ العصر بن حجر، قصة امرأة لجأت إلى السيد البدوي بعدما أسر ابنها من قبل الإفرنج، فتمكن من إحضاره إليها وهو في قيوده. كما ذُكر أنه مر برجل يحمل قربة لبن، فأشار إليها بإصبعه، فانكسرت القربة وسال منها اللبن، وخرجت منه حية منتفخة.
شهادات أخرى عن كرامات البدوي
جلال الدين السيوطي أيضًا نقل قصة عن السيد البدوي، حيث قال إنه كان في أرض تُروى خلال فيضان النيل، وتساءل في قلبه هل كان للسيد أحمد البدوي لثامان كما يُشاع؟ فظهر له البدوي على فرس أخضر وملثم بلثامين، مؤكداً ما كان يُقال.
كرامات السيد البدوي بعد وفاته
يُقال إن كرامات السيد البدوي استمرت حتى بعد وفاته. ذكر الكتاب أن مجموعة من الناس طلبوا من الشيخ يحيى المناوي إبطال المولد، ولكنه رفض. قدّموا شكوى إلى السلطان الملك الظاهر، الذي استدعى الشيخ المناوي وطلب منه إفتاء بإبطال المولد، لكنه رفض. وذكر أن السيد أحمد البدوي لن يسامح هؤلاء الذين سعوا لإبطال مولده، وسيُصيبهم الضرر لاحقًا.