لماذا تم إنشاء محطة قطارات صعيد مصر في بشتيل بالجيزة؟
أميرة جادو
أثيرت تساؤلات مؤخرًا حول سبب إقامة محطة قطارات صعيد مصر في منطقة بشتيل بالجيزة، بالتزامن مع افتتاحها، خصوصًا مع وجود محطتين رئيسيتين في القاهرة الكبرى، الأولى في رمسيس والثانية في الجيزة. فما الذي دفع إلى إنشاء هذه المحطة الجديدة؟
تسهيل حركة تنقل المواطنين
وفقًا للهيئة القومية لسكك حديد مصر، يعود السبب الأساسي لإنشاء المحطة إلى التغيرات السكانية الهائلة. فحينما أقيمت محطة مصر في رمسيس عام 1854، كان عدد سكان مصر لا يتجاوز 4 ملايين نسمة، أما الآن فقد تجاوز عدد السكان 105 ملايين. هذا التزايد الضخم في عدد السكان أدى إلى ضرورة إنشاء محطة جديدة لتسهيل حركة تنقل المواطنين وتخفيف الضغط عن المحطات الحالية.
ازدحام محطة رمسيس وعدم قدرتها على التوسع
من بين الأسباب الأخرى التي دفعت إلى إنشاء محطة بشتيل هو أن محطة رمسيس، رغم أهميتها، لا تقبل التوسع حاليًا. لا توجد مساحة كافية لإضافة أرصفة جديدة، والمحطة تعاني بالفعل من ازدحام شديد. وفقًا لتقرير صادر عن هيئة السكك الحديدية، أكد المهندس محمد عامر، رئيس الهيئة، أن محطة رمسيس لا تستطيع استيعاب القطارات الجديدة التي أضيفت مؤخرًا إلى الشبكة، ولذلك كان من الضروري التفكير في محطة جديدة بمعايير عالمية تخدم احتياجات المستقبل.
تطوير منطقة سكنية جديدة حول محطة بشتيل
أشار رئيس هيئة السكك الحديدية إلى أن محطة بشتيل تتسع لأكثر من 16 عربة، وهي مزودة بمول تجاري ومجهزة بتكنولوجيا حديثة حيث تدار بنظام ذكي عبر الكمبيوتر. بالإضافة إلى ذلك، تم تحويل السكة الحديدية من الشبكة القديمة في منطقة بشتيل لتصل إلى المحطة الجديدة، ما يعزز من سهولة الحركة في المنطقة. من المتوقع أن تسهم المحطة في خلق منطقة سكنية جديدة حولها، مستفيدة من المحاور الجديدة مثل المونوريل، المترو، ومحور الفريق كمال عامر.
محطة تنموية وليست مجرد محطة قطارات
أكد رئيس الهيئة أن محطة بشتيل ليست مجرد محطة قطارات، بل هي مشروع تنموي متكامل. بدأ إنشاء المحطة منذ عامين، وتهدف إلى تحقيق عوائد تضمن تغطية تكاليف الإنشاء بالكامل. كما تضم المحطة مجموعة من المولات التجارية، وورش لصيانة القطارات، وقد وفرت الآلاف من فرص العمل، مما يعزز من دورها التنموي والاقتصادي في المنطقة.