المزيد

عادات لن تسمع عنها إلا في قبيلة كالينجين.. الزواج يبدأ بالاعتذار

أميرة جادو

تنتمي قبيلة “كالينجين” إلى المجموعات العرقية النيلية، وتستوطن بشكل رئيسي في منطقة الوادي المتصدع في كينيا. تعرف هذه القبيلة بتقاليدها الغريبة والمميزة، وخاصة فيما يتعلق بمراسم الزواج، التي تعد من أكثر الطقوس تعقيداً وتفرداً في منطقة شرق إفريقيا.

أول خطوة الاعتذار

يبدأ الزواج في مجتمع “كالينجين” بمراسم طلب يد الفتاة، وهي عملية تتسم بالغرابة مقارنة بباقي المجتمعات. يضطر المتقدم للزواج إلى تقديم اعتذاره لوالدي الفتاة وأجدادها وحتى أعمامها، وذلك لأنه بطلبه الزواج يسعى إلى “أخذ” الابنة بعيداً عن حضن العائلة. يعكس هذا الاعتذار احترامًا كبيرًا للعائلة وللروابط الأسرية، وهو ما يجعل هذه الخطوة جزءاً أساسياً من عملية الزواج.

ممنوع لمس الماشية قبل الزواج

من أغرب العادات التي تميز قبيلة “كالينجين” هو حظر المرأة على لمس الماشية قبل الزواج. هذا التقليد يحمل دلالات اجتماعية ورمزية، حيث تعتبر الماشية جزءاً هاماً من ثروة العائلة ومصدرًا للرزق. فلا يسمح للنساء غير المتزوجات بالاقتراب منها حتى يكتسبن صفة المسؤولية والقدرة على إدارة شؤون البيت بعد الزواج.

الزينة والمظهر

تولي النساء في قبيلة “كالينجين” اهتماماً خاصاً للزينة، وخاصة المصنوعة من الخرز. يعد الخرز جزءاً مهماً من ثقافة القبيلة، حيث تصنع النساء بأنفسهن سلاسل العنق والأساور والحجول ليتزين بها. مما يعكس مهارتهن في الحرف اليدوية وذوقهن الرفيع في اختيار الألوان والتصاميم. تقام احتفالات خاصة تظهر فيها النساء زينتهن، لتكون هذه المناسبة فرصة للتباهي بمجهوداتهن وما صنعته أيديهن.

الصناعات التقليدية

لا تقتصر مواهب “كالينجين” على صناعة الحلي فقط، بل تمتد إلى الصناعات الحجرية والفخار. التي تعكس جانباً من تراثهم التقليدي. ما زالت هذه الصناعات تمارس كجزء من الهوية الثقافية للقبيلة، إذ تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل، مما يحافظ على استمرارية هذا التراث الغني رغم التغيرات الاجتماعية والاقتصادية.

أغرب طقوس الزواج

تعتبر طقوس الزواج في “كالينجين” الأكثر غرابة وتفرداً في شرق إفريقيا. يتم إقامة الاحتفالات بمشاركة أفراد المجتمع كافة، ويظهر فيها كل فرد فخره بالعادات والتقاليد التي توارثها عن أسلافه. تبرز هذه المراسم مدى تشبث القبيلة بهويتها وتمسكها بتقاليدها، رغم تغير الزمن وتباين تقبل المجتمع الحديث لبعض هذه العادات.

التمسك بالتقاليد

على الرغم من أن بعض عادات وتقاليد قبيلة “كالينجين” قد تبدو غير مقبولة أو غير شائعة في بعض المناطق الأخرى إلا أن هذه القبيلة تظل تعتز بموروثها الثقافي وتتوارثه بفخر عبر الأجيال. تظل هذه العادات جزءاً لا يتجزأ من هوية القبيلة، تعكس تاريخها العريق وتقاليدها التي تشكّل حياة أفرادها وتميزهم عن باقي المجتمعات.

قبيلة “كالينجين” ليست مجرد مجموعة عرقية بل هي مجتمع يحمل في طياته تراثاً ثقافياً غنيّاً يحتفظ به بكل فخر، ويعتبره جزءاً من شخصيته وهويته الفريدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى