محمد بن القاسم الثقفي..فاتح بلاد السند

محمد بن القاسم الثقفي فاتح بلاد السند وقائد بارع

ولد محمد بن القاسم الثقفي في مدينة الطائف عام 72 هـ، في أسرة معروفة، فقد كان جده محمد بن الحكم من كبار ثقيف.

نشأة وتربية

نشأ محمد بن القاسم في بيئة عسكرية، حيث كان والده والجد من القادة العسكريين البارزين في الدولة الأموية. وقد ساعد ذلك في تنمية قدراته العسكرية منذ الصغر.

كما تلقى تعليمه في مكة، حيث أُرسل لدراسة العلوم وفنون القتال. كما أرسله الحجاج إلى العراق ليتعلم فنون القتال والحرب، وسرعان ما أظهر محمد نبوغًا وشجاعةً نادرة، فأعجب به الحجاج كثيرًا.

قيادة الفتوحات

وعندما بلغ محمد سن الرشد، جعله الحجاج واليًا على مدينة البحرين، ثم واليًا على مدينة السند.

في عام 711 هـ، أرسل الحجاج ابنه محمد بن القاسم إلى السند لفتحها. بدأ محمد حملته بفتح مدينة ديو، ثم مدينة ملتان، ثم مدينة تهامس، ثم مدينة سجستان، ثم مدينة قنوج، ثم مدينة كشمير. وبذلك فتح محمد بن القاسم بلاد السند بأكملها في غضون 4 سنوات فقط.

صفات محمد بن القاسم

ولقد تميز محمد بن القاسم بصفات عديدة، منها:

الشجاعة والإقدام:

فقد كان محمد بن القاسم شجاعًا مقدامًا، ولم يتردد في خوض المعارك مهما كانت صعبة.
وعلى الرغم من ذلك، فقد كان حذرًا في قراراته، ولم يخاطر بحياة جنوده دون داع.

الذكاء والدهاء:

فقد كان محمد بن القاسم ذكيًا داهيةً، وكان يجيد استخدام أساليب الحرب المختلفة.
فكان يلجأ إلى المفاوضات والصلح قبل الحرب، إذا أمكن ذلك.

القدرة على القيادة:

فقد كان محمد بن القاسم قائدًا بارعًا، وكان يجيد إدارة الجيوش.
وكان يهتم بتدريب جنوده، وتوفير لهم ما يحتاجون إليه من أسلحة ومعدات.

خيانة الحجاج

وعلى الرغم من نجاح محمد بن القاسم في فتح بلاد السند، إلا أنه تعرض للخيانة من قبل الحجاج، فاتهم محمدًا بمحاولة اغتياله.

لم يجد الحجاج دليلًا على هذه التهمة، لكنه أرسل محمدًا إلى العراق مقيدًا بالسلاسل، وهناك عذب محمد شهورًا بشتى أنواع التعذيب حتى مات في عام 95هـ، عن عمر يناهز 23 عامًا.

أثر محمد بن القاسم

يعتبر محمد بن القاسم أحد أشهر القادة المسلمين، وقد ترك بصمة واضحة في التاريخ الإسلامي، فقد فتح بلاد السند التي كانت من أقوى الدول في ذلك الوقت، وساهم في نشر الإسلام في هذه المنطقة.