نواف الزرو يكتب : كيف يمكن تفكيك البنية التحتية للارهاب الاستيطاني في الضفة الغربية….!
نواف الزرو يكتب : كيف يمكن تفكيك البنية التحتية للارهاب الاستيطاني في الضفة الغربية….!
في احدث تطورات المشهد الفلسطيني وفيما يتعلق بعربدة واعتداءات المستوطنين الصهاينة تحديدا، نتابع في الاسابيع الاخيرة وخلال اليومين الاخيرين الانفلات الاجرامي الذي لم يسبق له مثيل من قبل عصابات وتنظيمات المستوطنين اليهود الذي قاموا امييس واليوم فقط بمهاجمة اكثر من عشر قرى فلسطينية في شمال الضفة الغربية، حيث عاثوا فسادا وحرقا وتخريبا في هذه القرى، وهذا ليس جديدا ولكنهم يصعدون اعتداءاتهم على نحو مسعور بجماية جيش الاحتلال، ويذكر في هذا الصدد ان الاحتلال يعمل على“تشكيل ميليشيات مسلحة تضم نحو 200 الف مسلح سيرابطون على القرى والبلدات والتجمعات السكانية الفلسطينية -الصحافة العبرية-2023-1-1″، وقد قرر وزير الامن القومي عندهم ايتمار بن غفير تسليح هؤلاء المستوطنين لكي يفرضوا قوتهم وتفوقهم العنصري الارهابي على الفلسطينيين، وعمليا على الارض تزايدت وتيرة اعتداءات المستوطنين وباتت تتصدر المشهد،ووفق مراقبين فلسطينيين، فإن عام 2022 كان من أسوأ السنوات منذ 1967 جراء تصاعد الاستيطان والاعتداءات، وبحسب معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، بلغ عدد المستوطنين في مستوطنات الضفة بما فيها القدس 726 ألف و427 مستوطنا موزعين على 176 مستوطنة، و186 بؤرة استيطانية (غير مرخصة) منها 86 بؤرة رعوية زراعية حتى بداية 2023.
وهناك الكثير الكثير من المعطيات المتعلقة بارهاب هؤلاء المستعربين المستوطنين، فنحن نتابع انفلاتهم وعربدتهم واعتداءاتهم الاجرامية على الفلسطينيين في القدس وانحاء الضفة الغربية على مدار الساعة، ما يستدعي دائما متابعتهم وفضح جرائمهم ومن يقف وراءهم، وفي هذا السياق و في أحدث المعطيات المتعلقة بجرائم ا أطلق عليها” جماعة –عصابات- جباية الثمن” في الضفة الغربية المحتلة، كانت القناة العاشرة الإسرائيلية “كسفت النقاب عن أن هذه العصابات، أصدرت دليلًا في 32 صفحة، تمت طباعته، وذلك لـ “تعليم” الصغار كيفية انتهاك جسد الفلسطيني وخصوصيته”، ويحرض الدليل على الكراهية والانتقام، ويوثق كل أعمال “جباية الثمن” في السنوات الأخيرة، ومن الاقتباسات التي وردت في الدليل: “سيارات تعود لمسيحية تم تدميرها في كنيسة دور متسيون، إلى جانبها كتبنا أن المسيحيين قردة، ربما داروين مسؤول عن هذا التدمير”، وكذلك: “عربي يتحرش بيهودية في جئولا، ونحن نقوم بطرده من العالم، للأسف وصل للمستشفى فقط”، ويوزع الدليل منذ صدوره على كل شاب في المستوطنات، “أملا” في أن يساهم “بمأسسة” عمليات الاعتداء التي يتعرض لها الفلسطينيين.
والحقيقة الناصعة في هذا السياق الارهابي الصهيوني أننا أمام مجتمع صهيوني قام بالأصل على الفكر الإرهابي وعلى أسنة الرماح.. مجتمع يمتلك تراثًا عنصريًا وإرهابيًا، ليس هناك من مثيل له عبر التاريخ البشري.. فكيف إذن يمكن “تفكيك البنية التحتية للإرهاب اليهودي-الاستيطاني”.. طالما أن هذا الإرهاب ليس له مساحة أو سقف أو حدود..؟! ، ولذلك.. فإن “تفكيك البنية التحتية للإرهاب اليهودي-الاستيطاني” تعني أولًا وقبل كل شيء، تفكيك بنى الاحتلال برمتها التي تفرخ أجيالًا من الإرهابيين اليهود، كما أن عملية التفكيك هذه تحتاج فلسطينيًا إلى انتفاضة ومقاومة شاملة مستمرة مفتوحة، وتحتاج عربيًا إلى انتفاضات شعبية عربية عروبية حقيقية إلى جانب الشعب الفلسطيني…؟!