حوارات و تقارير

مصر العظمى..السيسي حديث العالم في الإليزيه

في مشهد رهيب، وسط استقبال حار، ومراسم اسطورية وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية إلى العاصمة الفرنسية باريس، وسط اهتمام عالمي غير مسبوق، وحين سئل الفرنسيين عن سبب هذا الاستقبال الخاص والذي لم يسبقه إليه رئيس أجنبي من قبل قالو إن المراسم على قدر الضيف.

 

هيبة مصر ورفعتها وقوتها وجبروتها إن جاز التعبير، أعادها الرئيس السيسي من جديد إلى الدولة مع توليه زمام المسؤولية في فترة حالكة السواد، ليخطف أنظار العالم في كل زيارة خارجية له والتي تحظي بنفس الاهتمام والتقدير، وفي كل مرة يقوم الرئيس خلال المؤتمرات الصحفية والمراسم بتسليط الضوء على أزمات تؤرق العالم وبكل جرأة.

 

ثقته في الرد على الأسئلة كانت محل اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية والتي عولت عليها قوى الشر من أجل إحراج مصر لينقلب السحر على الساحر ويلقنهم الرئيس درسا في التعامل الدبلوماسي والإعلامي ويغلق هذا الموضوع للأبد ويقطع الطريق أمام محاولات تسلل قوى الظلام من جديد.

 

وكانت كلمات الرئيس حاسمة وقوية رفعت الجالية المصرية في فرنسا الأعلام المصرية، أثناء مرور موكب السيسي في شوارع فرنسا، قبل وصوله، إلى قصر الإليزية، كما شاركت فرق الدراجات البخارية الفرنسية في الموكب.

 

موكب مهيب

في موكب كبير وهيب واستقبال أسطوري، تتقدمه فرق الخيالة الشرفية الفرنسية، وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى قصر الإليزية، للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي استقبله على أبواب القصر، تقديرًا واحترامًا للرئيس المصري.

 

زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى فرنسا لم تكن مجرد زيارة عادية، كونها جاءت في توقيت يواكب عدة متغيرات إقليمية ودولية، وأحدثت توقعات بانعكاسات إيجابية لها ليس فقط على مجمل العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، لكن أيضا على مستوى التنسيق والتعاون في الملف الليبي وشرق المتوسط لمواجهة أطماع تركيا، ليقترب من التحالف الاستراتيجي بين البلدين.

 

ردود الأفعال – المحلية والعالمية- المرتبطة بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى فرنسا، أشارت إلى أهمية هذه الزيارة التي وصفت بـ”الهامة جدًا والتاريخية”، وأنها ستدشن مرحلة جديدة في العلاقات المصرية الفرنسية القائمة على فكرة المصالح المشتركة والفوائد المتبادلة.

وفي هذا الصدد؛ قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن باريس باتت طرفا رئيسيا في إقليم شرق المتوسط، وبالتالي سيكون للتنسيق مع مصر أهمية كبيرة لمواجهة التحديات المختلفة بالإقليم.

وأضاف “فهمي”، في تصريحات صحفية، أن الزيارة لها دلالات سياسية واستراتيجية، ورسائل غير مباشرة موجهة للأطراف التي تسعى للعبث في أمن الإقليم وعلى رأسها تركيا، متابعًا، أن أهمية زيارة السيسي لفرنسا؛ أيضًا في بحث تنويع مصادر السلاح، باعتباره أمرًا حيويًا لمصر.

وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أنه من بين الملفات الهامة الأخرى، الدفع بالعلاقات الاستراتيجية والاقتصادية بين البلدين، والسعي لتطوير مؤسسات الشراكة والتعاون الاقتصادي خاصة، وأن هناك تحركات أوروبية في هذا الإطار.

متغيرات إقليمية ودولية

السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، أكد أن الزيارة تأتى في ظل متغيرات إقليمية وعالمية عديدة، مشيرا إلى أن باريس تطمح أن تقود الاتحاد الأوروبي، ولها حضور في عدة ملفات، علاوة على أنها من الدول المتقدمة في ضرورة مواجهة الخطر التركي.

وقال وزير الخارجية المصري الأسبق، إن أوروبا شعرت أخيرا بالخطر التركي بعد أن كانت لفترة طويلة تخضع للإبتزاز من أنقرة لاسيما في ملف الهجرة غير الشرعية.

 

وقال السفير الدكتور محمد حجازى ، مساعد وزير الخارجية الأسبق ، إن حفاوة الاستقبال الفرنسى  للرئيس عبد الفتاح السيسي، فى زيارته هى تكريم لشخص الرئيس السيسى تقديرا  لجهوده  بالإضافة لتوجيه رسائل للشعب المصرى بأن لهم مكانة على الصعيد الأوروبى ، الإقليمى، والعالمى.

 

 

الشراكة حتمية وضرورية

 

وقالت صحيفة “لألزاس”، إن مصر هي الدولة الوحيدة المستقرة في منطقة متوترة تشوبها الصراعات، وهو ما يبرز أهمية زيارة الرئيس السيسي إلى فرنسا تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين .

 

وأضافت: مصر لديها دور فاعل في القضايا الإقليمية، وهناك تقارب كبير بينها وبين فرنسا في مختلف الملفات الإقليمية، ما يجعل الشراكة بينهما حتمية وضرورية لمصلحة الجانبين .

 

مكاسب الزيارة

من جهتها، قالت صحيفة “لودوفين”، أن مصر تعد من أهم داعمي الاقتصاد الفرنسي، وأشارت إلى أن هناك عقود بالمليارات بين فرنسا ومصر، تأبى باريس أن تفقدها.

 

وفي السياق ذاته، قالت صحيفة “لا تريبين”، إن مصر وفرنسا أدركتا أنهما حليفان استراتيجيان جدا، وأنهما لا يمكنهما الاستغناء عن بعضهما البعض جيوسياسيًا، خاصة في شرق البحر المتوسط وأفريقيا وبالتحديد في أزمتي الودان وليبيا .

 

وأشارت الصحيفة الفرنسية في موضوعها الذي نشر تحت عنوان “عودة فرنسا ومصر إلى السياسة الواقعية”، إلى أن العلاقات بين لودريان ونظيره المصري سامح شكري، تتمتع بجو من الثقة الممتازة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى