رأس أبو جالوم.. محمية السحر والجمال..تزخر بالشعاب المرجانية والكائنات البحرية وحشائش البحر والصحارى والجبال
محمود حسن الشوربجي
تقع محمية أبو جالوم الطبيعية على الطريق بين مدينة شرم الشيخ وطابا على شاطيء خليج العقبة بمنطقة تسمى وادى الرساسة بمحافظة جنوب سيناء ، والواقعة تحديداً بين مدينتي دهب جنوباً و مدينة نويبع شمالاً ، وتبعد عن مدينة نويبع بنحو 27 كم .
قيل إنها سميت بذلك نسبة إلى نبات “القالوم” الذى ينتشر فى المنطقة، وكلمة “رأس” تطلق على كل بروز من اليابسة فى البحر، وتمتد محمية أبو جالوم من نقب “شاهين” عند منطقة البلوهول جنوباً و حتى وادى “السخن” شمالآ، وتتميز هذه المحمية بطبوغرافية خاصة، حيث تقترب الجبال من الشاطئ حيث تحتوى على أنظمة بيئية متنوعة من الشعاب المرجانية والكائنات البحرية وحشائش البحر والصحارى والجبال، وتزخر الجبال والوديان بالحيوانات والطيور والنباتات البرية مما يجعلها منطقة جذب سياحى لهواة الغوص ورحلات السفارى ومراقبة الطيور والحيوانات، كما تتميز بتعدد وجود اللاجونات ، وتضم منطقة المحمية حوالي 165 نوعاً من النباتات، منها 44 نوعاً لا توجد إلا في هذه المنطقة، مما يجعلها ذات جذب سياحي كبير ، وتبلغ مساحة المحمية 400 كيلو متر مربع .
هذا وتنقسم المحمية إلى ثلاث مناطق، الأولى : منطقة أبو جالوم متعددة الاستخدام ، والثانية : منطقة الإدارة البيئية ، والثالثة : مناطق ذات حماية خاصة كمنطقتي جزيرة فرعون المحصورة ومنطقة الفيورد وبحيرة الشمس .
وقد أعلنت كمحمية بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1511 لسنة 1992 والمعدل بالقرار رقم 33 لسنة 1996م وتتميز بطبوغرافية خاصة تقترب فيها الجبال من الشواطئ، كما تشتهر المحمية بوجود نظام كهفي تحت الماء الذي يمتد لأعماق تصل لأكثر من 100 م إلا أنه غير مستقر، وطبقا لنظام التصنيف العالمى IUCN تصنف محمية أبو جالوم كمنطقة إدارة موارد طبيعية بالإضافة إلي المناطق ذات الحماية الخاصة.
ويحد منطقة أبو جالوم شمالاً الخط الواصل بين تقاطع “شرم الشيخ – طابا” مع وادى الرساسة ، وبعمق 3 – 5 كم من خط الشعاب المرجانية شرقاً، وإلى وادى تلة المرة بجبل الجمرة، وحتى التقائه بطريق شرم الشيخ – طابا جنوباً، ويحدها غرباً طريق شرم الشيخ – طابا ، وتبلغ مساحة المحمية حوالي 500 كم2 (منها 350 كم² في اليابس بالإضافة إلى 150 كم² في النطاق المائي).
كما يوجد ثلاث طرق شهيرة تؤدي إلى محمية أبو جالوم وهي : من منطقة البلوهول ويبلغ طول الطريق نحو 7 كم سيراً على الأقدام أو عن طريق استئجار أحد الجمال ، وطريق وادي الرساسة الذي يبلغ طوله نحو 27 كم عن طريق السيارات ، والطريق الساحلي من مدينة نويبع شمالاً ويبلغ طوله نحو 27 كم حتى الحدود الشمالية للمحمية.
ومن الأنشطة التي يمارسها الزوار السائحين أو أهالي المنطقة هي:
1- “السياحة”: ويمارسها الأهالي من خلال تنظيم رحلات السفاري داخل الوديان وإعداد المأكولات البدوية للسياح ، وكذلك إعداد أماكن المبيت في منطقتي الدحيلة والعميد ، وأكثر أعمالهم هناك هي “الدليل” لأنهم أكثر الناس علماً بمداخل ومخارج الطرق التي كثيراً ما يضل فيها السائحون طريقهم ، ويرافقون السياح الأجانب والزائرين الذين يرغبون في التخييم في الوديان وتوفير مطالبهم ومستلزماتهم وأخيراً نقل السياح بالجمال من وإلى مدينة دهب وبالسيارات داخل المحمية ومن وإلى مدينة نويبع .
2- “الصيد” : ويقوم هذا النشاط على أساس توفير الغذاء للأسرة وفي معظم الأحيان لإعداد الوجبات للسياح ولا يتم الصيد داخل المحمية بهدف البيع لأن المصدر الأساسي لكل سكان المنطقة هو السياحة .
3- “الرعي” : وهو من الموروثات الملازمة للبدو فبالرغم من أن السياحة توفر دخلا كبيرا للبدو فى المنطقة إلا أن كلا منهم يحرص على تربية عددا من الأغنام والماعز وكل فرد يملك جملا على الأقل حيث يستخدم فى رحلات الجبل فى نقل السياح. وترعى هذه الأغنام والإبل على أشجار السيال وتباب الآراك وأنواع الأعشاب المنتشرة فى الجبال وفى السهل الساحلى. ويعتبرالرعى فى هذه المنطقة رعيا دائما حيث يوجد نوع من الرعي الموسمى وذلك خلال أشهر الصيف ويتركز هذا النوع من الرعى فى شمال المحمية عند وادى السخن.
ومن الأنشطة السياحية الترويجية التي يمارسونها أيضاً هي : 1- “رحلات السفاري” : وتحوي محمية أبوجالوم على عدة أودية شهيرة مثل وادي العقدة والرساسة وأم فاعي بها مناظر جيولوجية رائعة تجذب هواة التصوير إليها ، وكذلك الأعشاب والنباتات الجبلية والطبيعية الرائعة ، وخلال الرحلة تتمكن من مشاهدة بعض الطيور البرية والجبلية التي هي نادراً في باقي المناطق وكذلك الحيوانات البرية مثل الثعلب والضبع والوعل النوبي ، وفي وادي العقدة الأكثر جذباً للسياح لطبيعته الجميلة وقربه من طريق البلوهول وقرية الدحيلة ، أجمل المناطق سياحة في المحمية كلها .
2- “التخييم” : تتميز منطقة أبوجالوم بجوها الجميل ليلا وبخاصة فى منطقة العميد واللاجونة وفى الوديان واليالى غير المقمرة فى أبوجالوم عنما تكون السماء صافية تكون السماء مفروشة بحبات اللؤلؤ من النجوم والتى تستهوى عشاق التأمل فى الطبيعة والنجوم. كما أن الحياة البسيطة فى المأكل والمشرب والمبيت تبعث فى النفس راحة تجعل من التخييم فى أبوجالوم متعة كبيرة.
3- “السنوركل” السباحة تحت الماء : نتيجة لقرب حافة الشعاب المرجانية من الشاطئ فى معظم الأماكن فى محمية أبوجالوم و التدرج فى العمق ووجود عشرات الأنواع من الشعاب بنوعيها الصلب والرخو وما يرتبط بها من تجمعات الأسماك الملونة فإن رياضة السباحة تحت الماء يحرص عليها كل سائح للتمتع بالحياة الزاخرة و الفاتنة تحت الماء.
4- “الغطس” أو المعروفة بـ الدايفينج: تتميز شعاب محمية أبوجالوم بالحالة الجيدة والتنوع البيولوجى العالى وقرب حافة الشعاب من الشاطئ ووجود تجمعات من الشعاب على أعماق مختلفة وجود عشرات الأنواع من الأسماك والرخويات والقشريات والحشائش البحرية. لذا فإن محمية أبو جالوم مقصد لكثير من الغطاسين لهدف الأستمتاع وأهداف البحث والدراسة. ويوجد بمحمية أبوجالوم عددا من أماكن الغطس هى الدحيلة ( رأس أبوجالوم )، النخلة ( عند مدخل وادى رساسة ) وأم فاعى ثم رأس مملح الذى يعتبر أشهرها وأمتعها لوجود كهف عميق بها زاخر بالحياة البحرية الفريدة.
5- “الألعاب المائية”: وتمارس هذه الألعاب فى المياة المفتوحة فى منطقة الدحيلة واللاجونه وتعتمد هذه الألعاب على الرياح الموجودة فى معظم الأوقات فى هذه الأماكن المفتوحة.