المطرب علي حميدة وحوار ما قبل الرحيل لـ «صوت القبائل».. اختفائي عن الساحة الغنائية كان مدبرًا.. وأزمة الضرائب ملفقة
مطروح هى عشقى وقلبى وعقلى
في صمت رحل عن عالمنا المطرب «علي حميدة» أحد أبرز مطربي جيل الثمانينيات، والذي أحدثت أغنيته الشهيرة “لولاكي” ثورة كبيرة في عالم الأغنية العربية، والتى كانت أعلى مبيعات فى سوق الغناء بجميع أنحاء العالم، تجاوزت ستة ملايين نسخة وهو رقم قياسي لم يحققه أي مطرب من قبل، ثم صدر له عدة ألبومات غنائية أخرى منها “كوني لي” و”ناديلي”، ثم اتجه للسينما وقام ببطولة عدة أفلام سينمائية منها “لولاكى” و”مولد نجم”.
قبل رحيله إلى مثواه الأخير، اختص «صوت القبائل العربية والعائلات المصرية» بحوار شامل كشف خلاله الكثير من أسرار الصراعات الخفية التى تعرض لها لإيقاف نجاحه، وتحدث أيضا عن نشاطه الفنى الحالى، وتعيد المجلة نشره تكريما لذكراه.. وإلى نص الحوار..
* أين أنت من الساحة الفنية الآن؟
موجود وقمت بالغناء فى مسلسل “ريح المدام”، كما شاركت بدور “الشيخ عابد” بمسلسل مملكة الغجر مع النجمة فيفى عبده، وهناك أعمال أخرى ستظهر قريبا.
* وما سر اختفائك طيلة الفترة الماضية؟
أنا أُخفيت ولم أختفِ.. ودُبرت لي مكيدة لوقف نجاحي الفني متخذة من الضرائب ستارا لها، ونجحوا بالفعل فى تدميرى بعد أن قدَّرت مصلحة الضرائب علىَّ مبالغ خيالية تجاوزت 13 مليون جنيه، تخيل ذلك المبلغ فى الثمانينيات، فقد ادَّعت أننى حققت أرباحا خيالية من مبيعات أغنية “لولاكى” وحاولت إقناعهم أن تلك المبالغ جزافية ولم أحققها، ولكن كانت النية مبيتة لتدميرى وإبعادى عن الساحة الفنية، لمصلحة أحد الفنانين المعروف عنهم قربهم من السلطة، فقمت ببيع كل ما أملكه من منقولات وعقارات حتى أسدد المبلغ، وبالرغم من ذلك لم تكفِ.
* من ذلك الفنان وكيف أقنع المسئولين بتدبير مؤامرة ضدك؟
بالنسبة للشق الأول من السؤال فإننى لن أذكر اسمه تقديرا له، لأنه ما زال على الساحة الفنية، فأنا بدويٌ وتربيت على الأصول البدوية التي لا تقابل الإساءة بالإساءة، أما بالنسبة للشق الثاني فهو كان دوما يردد على آذان المسئولين كيف لشخص ليبي يكون رقم واحد في مصر!!!، وكان معروفا عنه قرب علاقاته برجال الدولة كلها فى حينها، وللأسف لم يفكر أحد من هؤلاء المسئولين فى التحرى عن حقيقة الأمر، ليعرفوا أننى مصرى من محافظة مطروح.
* وما سر الصراع الذي كان يدور بينك وبين المذيع مفيد فوزي؟
القصة واضحة، مفيد فوزي معروف عنه أنه مذيع محسوب على رجال الدولة، لذلك كان الوحيد الذى يجرى حوارات مع الوزراء ذوي السلطة والنفوذ، فأنا والكثير من الفنانين نعتبره من أعداء النجاح، فقد فوجئت وبدون مبرر أنه يتطاول على شخصى فى برنامج “حوار صريح جدا” مع الإعلامية منى الحسينى، ولم ينتقدنى من الناحية الفنية، فقال: (علي حميدة راعى غنم معاه معزتين بيسرح بيهم فى الصحراء، ولما ضاعوا منه ظل يبحث عنهم وفجأة لقى نفسه وصل القاهرة، راح غنى وصدق نفسه، فهو لا يصلح أن يكون مطربا)، فقمت بالرد عليه فى حلقة أخرى بنفس البرنامج وقلت له (إنت بتشتمنى وبتقول عنى راعى غنم، أنا يشرفنى إنى أكون راعى غنم فهى مهنة أشرف الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وما من نبي إلا ورعى الغنم والرسول “عليه الصلاة والسلام” قال: “تغنموا ولو بنعجة”، فكل هذا موجود فى ديننا).
* فلنتحدث بصراحة.. الشائعات تردد أن علاء مبارك ابن الرئيس الأسبق هو من حاربك مجاملة لصديقه المطرب “عمرو دياب”.. فهل هذا حقيقي؟
غير صحيح نهائيا، فهو صديقى أيضا، وشهادة حق هو إنسان محترم جدا وأكبر من ذلك، ولا أستطيع أن أدَّعى على أحد بدون دلائل.
* الملحن حلمي بكر هاجمك كثيرا.. لماذا؟
هاجمني على شاشات التليفزيون فقط لزوم “الشو الإعلامى”، أما بعيدا عن الشاشات فنحن أصدقاء، نتبادل الزيارات الأسرية من قبل أن أصبح مطربا، فأخوه “أحمد بكر” صديقى فى الدراسة، كما أنه شرف لى أن يتحدث عنى ملحن كبير بقيمة “حلمى بكر” حتى ولو بالهجوم، فهو لحن لمطربين عظماء منهم عليا التونسية، وردة، نجاة، محمد رشدى، ومعنى أننى أهاجم منه يبقى أنا موجود ومؤثر فى الساحة الغنائية.
* وما ذكرياتك مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب؟
لدىَّ ذكريات عديدة، ولكن سأذكر ما جاء على لسان المطربة الراحلة نجاة، فقالت: إنها فوجئت باتصال من موسيقار الأجيال وطلب منها الحضور إليه بسرعة، وعندما وصلت إليه وجدته جالسا يستمع لأغنية “لولاكى” وكررها ثلاث مرات، ثم سألها “انتى سمعتى الأغنية دى؟ فقالت له أيوة، فقال لها الولد شكله غريب، وأسلوبه غريب، والأغانى اللى بيغنيها غريبة، وأداء صوته غريب، الولد ده مش عادى، أنا مش هاعمل أغنية “من غير ليه” لغاية ما تنتهى هوجة “لولاكى”، وبالفعل أغنيته لم تنزل السوق إلا بعد تعرضى للخلافات مع الضرائب وابتعادى عن الساحة الغنائية، أنا يكفينى رأى عبدالوهاب فهو قامة وقيمة.
* نفهم من ذلك أن موسيقار الأجيال هاجمك؟
هو لم يكن يقصد الإساءة لى إطلاقا، فقد قالت المطربة نجاة إنه فى اليوم التالى اتصل بها، وقال لها تعالي نسمع “لولاكى” تانى، فهذا يدل على إعجابه بالأغنية، وحينما كان المذيع “عمر بطيشة” يستضيف موسيقار الأجيال فى برنامجه “شاهد على العصر” الذى كان يذاع فى إذاعة البرنامج العام، سأله سؤالا تهكميا قاصدا منه أن يسيء لى، فقال له: طبعا سمعت عن حاجة اسمها أغنية “لولاكى”، فرد عليه موسيقار الأجيال مالها أغنية جميلة، كلماتها تجنن، وأداؤه جميل جدا، ومتوزعة بطريقة حلوة أوى، والناس حبتها عايز أكتر من كده إيه. فزعل جدا بطيشة من هذا الرد غير المتوقع من موسيقار الأجيال.
* هل حقا أن أغنية “لولاكى” لها كلمات أخرى بخلاف ما تغنيت به؟
فعلا كلماتها تختلف عما ظهرت به، فهى أغنية وطنية، كلماتها تقول (لولاكى يا مصر ما حبيت ولا دقيت على إيدى ثلاث وشمات م ص ر، لولاكى ما غنيت ولا هز الوتر كيانى، لولاكى ما حبيت ولا كنت عمرى هغنى، ما انتى الهوا والشوق والعشق والمعشوق ليكى أنا غنيت، لولاكى يا مصر ما حبيت).
* حدثنا عن كيفية ارتباطك الوجداني بالغناء؟
أنا نشأت فى بيئة محافظة جدا، ومجتمع متحفظ جدا، الغناء فيه عيب، كلمة موسيقى عار، وعمرى ما سمعت فى الفترة دى وأنا صغير عن شخص بيغنى، أول مطرب سمعته كان (شفيق جلال) بحفلة فى مرسى مطروح فى بداية حياته الفنية، ثم حضرت حفلة أخرى بقصر الثقافة بمرسى مطروح وفيها انجذبت للعود وأصبح عشقى.
* كنت ترتبط بالمطربة “وردة” وعاصرت معها أصعب لحظات حياتها حينما انفصلت عن زوجها الملحن بليغ حمدى.. حدثنا عن كواليس تلك الفترة؟
حقيقة وردة تأثرت جدا بطلاقها من بليغ حمدى، فكانت تعشقه، وطلبت منى ألا أتحدث أمامها مطلقا عنه، وفى أحد اللقاءات قلت لها إن المطربة “سميرة سعيد” واخدة نفس أسلوبك فى الغناء، فردت عليّ قائلة (وواخدة جوزى كمان)، ثم فوجئ الجميع بقصة ارتباط سميرة سعيد وبليغ حمدى، فقد تحدد موعد للزفاف بالمغرب، إلا أنه لم يحضره وعاد للقاهرة وانتهت العلاقة بينهما بسبب ذلك التصرف غير المفهوم حتى الآن.
* الأستاذ الدكتور “علي حميدة” هل تأثرت مسيرتك الفنية بعد عملك بأكاديمية الفنون؟
بالعكس فهى ساعدتنى أكثر واستطعت أن أنقل فكرى لتلاميذى وتخرّج من تحت يدى عمالقة لهم أعمال فنية بارزة.
* ماذا تمثل مطروح لك؟
مطروح تمثل لى المرأة الجميلة جدا، الرائعة جدا، فيها أجد روحى، وقلبى وعقلى.
* ماذا عن مشاريعك القادمة؟
هناك مشروع سيظهر للنور قريبا وهو إنشاء شركة إنتاج فنى بشراكة سعودية، سنقدم من خلالها أعمالا متميزة للوطن العربى.