خبراء يتحدثون عن الوضع في الشرق ألأوسط بعد اغتيال نصر الله
أسماء صبحي
يرى خبراء أن إيران سوف تواصل دعمها لحزب الله، الذي يعد أحد أهم أدواتها في المنطقة مقارنة بتأثيرها في اليمن، العراق، وغزة، ما يعمق التوترات الإقليمية بعد الضربات الجوية العنيفة التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت. وأسفرت الهجمات عن تدمير مواقع قيادية لحزب الله واغتيال عدد من قادته باستخدام تقنيات متقدمة، مثل تفجيرات العبوات اللاسلكية.
وفي سياق أوسع، يؤكد الخبراء أن دائرة الصراع تتسع بشكل متزايد، مع تزايد المؤشرات على وجود ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لتصعيد المواجهة مع حزب الله، ما دفع إسرائيل لاستهداف عشرات المباني في الضاحية الجنوبية. ويرى المحللون أن محور المقاومة يمتلك قدرة على تعويض القيادات التي قتلت، مما يزيد من احتمال فتح جبهة جديدة في لبنان في محاولة من إسرائيل لاستعادة هيبتها المفقودة في الشرق الأوسط، عبر استهداف حسن نصر الله وقيادات الحزب، وهو ما قد يكون مقدمة لتصعيد أكبر، يحمل في طياته خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة.
اتساع رقعة الصراع
ومن جهته، أشار اللواء أركان حرب د. محمد قشقوش، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، إلى اتساع رقعة الصراع في المنطقة، لافتاً إلى أن نسبة تهجير اللبنانيين من خارج الجنوب في ازدياد مستمر، ما يعقد الأوضاع الإنسانية.
وأكد قشقوش، استمرار إيران في تقديم الدعم لحزب الله، معتبرة إياه أداة رئيسية مقارنة بتأثيرها في مناطق أخرى مثل اليمن والعراق وغزة، مما يزيد من تفاقم الأزمة ويدفع المنطقة نحو مزيد من التصعيد.
خطط مدروسة
من جهته، أوضح د. محمد عبادي، خبير الشأن الإيراني، أن الهجمات الإسرائيلية على حزب الله جاءت ضمن خطط مدروسة منذ بدء الصراع في السابع من أكتوبر. حيث وجدت إسرائيل نفسها أمام تهديد وجودي، ما دفعها لاتخاذ خطوات تصعيدية لا تقتصر على قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته، بل تأتي ضمن توافق بين المؤسسات السياسية والعسكرية المتطرفة. وتهدف إسرائيل إلى استعادة هيمنتها في المنطقة، سواء في غزة جنوباً أو في مواجهة حزب الله شمالاً، مستغلة التفوق التكنولوجي والجواسيس على الأرض لشن هجمات نوعية.
وأشار عبادي، إلى أن إسرائيل توقعت ردود فعل قوية من محور المقاومة، لكنها لم تواجه الرد المناسب لكل تصعيد. كما لفت إلى أن اغتيال شخصيات بارزة مثل إسماعيل هنية لم يقابل برد إيراني حاسم. في حين أن الردود من حزب الله كانت أقل فاعلية، ما وفر لإسرائيل فرصة ذهبية لتكثيف عملياتها ضد الحزب.
ووفقاً لعبادي، تدرك إيران أن نتنياهو يسعى لفتح جبهات متعددة أملاً في جرها إلى مواجهة عسكرية شاملة مع الولايات المتحدة، تشمل استهداف منشآتها النووية. وعلى الرغم من الشعارات التي ترفعها إيران حول المقاومة، إلا أن استراتيجيتها الحالية تركز على التفاوض مع واشنطن للتوصل إلى تسوية تشمل ملفها النووي ونفوذها في المنطقة.