قابيل وهابيل.. أول جريمة قتل في تاريخ البشرية ونشأة جذور الإرهاب
أميرة جادو
منذ بداية الخليقة، كان العنف والتطرف جزءًا من النفس البشرية. أول حادثة عنف ظهرت على وجه الأرض كانت جريمة قتل قابيل لأخيه هابيل، وهي أول جريمة سفك دماء تحدث بين الإخوة، وذلك بسبب الغيرة. هذه الواقعة، كما تشير المعتقدات الدينية، هي أول عمل إرهابي في التاريخ البشري، حيث تجسد فيها مفهوم العنف في أوسع صوره.
رموز الخير والشر
قابيل وهابيل، كما وردا في العهد القديم، كانا أول ابنين لآدم وحواء. قابيل كان يعمل في الأرض، وهابيل كان راعيًا للغنم. قدما قربانًا لله، إلا أن الله تقبل قربان هابيل ورفض قربان قابيل. هذا الرفض أدى إلى غيظ قابيل، ومن ثم قام بقتل أخيه هابيل. في الموروث الديني، تجسد قابيل كرمز للشر والظلم، بينما عُرف هابيل بأنه رمز الخير والإصلاح.
هذه الحادثة، التي ذُكرت في الكتاب المقدس والقرآن الكريم، تعتبر أول جريمة قتل عرفها الإنسان، ومنذ ذلك الحين، ارتبطت بمفاهيم الخير والشر التي تسود التاريخ الإنساني.
العنف كجزء من السلوك الإنساني
لم يكن العنف سلوكًا استثنائيًا أو حديث العهد، بل كان متأصلًا في الإنسان منذ بدايته. العنف هو نزعة مستمرة يلجأ إليها البعض كنتيجة للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. كان سبب اندلاع العديد من الحروب والمعارك عبر التاريخ، وهو أحد أكبر مظاهر الصراع الإنساني.
دراسة حول العنف وتأثيراته
تشير دراسة بعنوان “الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية المؤثرة في تشكيل ثقافة العنف لدى الشباب في مصر”، للباحثة ريها محمد علي مبروك، إلى أن العنف ليس حالة عابرة، بل هو سلوك متجذر في التاريخ الإنساني. وتبرز الدراسة كيف أن العنف يزداد أو يخفت حسب الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يمر بها المجتمع.
العنف في المجتمع الحديث
العنف، وفقًا للدراسة، أصبح أكثر تطرفًا مع مرور الزمن، وظهرت أنماط غير مألوفة تتسم بالقسوة واللامبالاة. العنف اليوم ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة لثقافة العنف التي ترسخت في المجتمعات. تمجيد العنف في وسائل الإعلام والروايات، إلى جانب معايير اجتماعية مثل “الغاية تبرر الوسيلة”، ساهم في إذكاء هذه الثقافة، مما أدى إلى بروز نماذج مجتمعية تمجد العنف.
ثقافة العنف
تشير الدراسة إلى أن العنف أصبح قانونًا أساسيًا للبقاء في بعض المجتمعات، حيث يعزز التنافس الاقتصادي والاجتماعي هذه الثقافة. نتيجة لذلك، انتشرت ثقافات أساسية أو فرعية تمجد العنف وتقره، مما يجعل من الصعب التنبؤ بنهاية هذه الظاهرة.