مواكب الفرح والذكر.. احتفالات المولد النبوي تضيء شوارع مصر
أميرة جادو
تحت سماء قرية صغيرة بمدينة بني مزار في محافظة المنيا بمصر، وفي أجواء غلبت عليها الروحانية والفرحة، ازدان المشهد بعبارات “صلى الله على محمد، صلى الله عليه وسلم” يوم السبت، وذلك في إطار احتفالات أهالي القرية بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
موكب احتفالي يجوب الشوارع
استعدادًا لهذا الحدث السنوي، نظمت قرية “قيس” موكبًا احتفاليًا يغلب عليه الطابع الكرنفالي، حيث شارك مئات من أبناء القرية في هذا الموكب الذي جاب شوارعها. تصدرت الموكب مجموعات من المنتمين للطرق الصوفية، وهم يتمايلون يمينًا ويسارًا، مرددين المدائح والأذكار النبوية، يتبعهم جمل يحمل هودجًا مزينًا.
مشاركة الأطفال وتفاعل الحضور
رافق الموكب سيارة محملة بمكبرات الصوت، تنشر ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أرجاء القرية. بينما ترددت المدائح على ألسنة المشاركين. حرص أطفال القرية على التفاعل مع الموكب من شرفات منازلهم، ملوحين بأيديهم الصغيرة والفرحة تغمر وجوههم. وفي مقدمة الموكب، كان هناك شخص يرفع عصا ويتراقص فرحًا، وسط تصفيق متواصل من الحاضرين.
تقليد مصري عريق
يعد الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف من أبرز المناسبات الدينية التي يحتفل بها المصريون سنويًا، حيث تكتسي هذه المناسبة بطابع شعبي مميز يتمثل في الأهازيج والمدائح الصوفية. ووفقًا لتقارير محلية، انتشرت الفعاليات الدينية في مختلف مدن مصر، مصحوبة بتوزيع الأطعمة والمشروبات. وإقبال كبير على شراء “حلاوة المولد” من متاجر الحلوى.
احتفالات بورسعيد بالمولد النبوي
لم تقتصر الاحتفالات على المنيا فحسب، بل شهدت مدينة بورسعيد (شرق مصر) موكبًا مماثلًا جاب عددًا من شوارعها. استقبل اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، الموكب وشارك فيه، حيث حمل أعضاء الطرق الصوفية لافتات تحمل عبارات تهنئة، وارتدوا الجلابيب البيضاء والأوشحة الخضراء، مرددين الأناشيد النبوية.
عروسة وحصان المولد: تراث مصري متجدد
في إطار الاحتفالات، كان للأطفال نصيب خاص مع “عروسة المولد”، وهي دمية مصنوعة من السكر ترتدي فستانًا ملونًا. بالإضافة إلى “حصان المولد”، وهو رمز آخر من حلوى المولد النبوي. وخلال الموكب، ألقى سكان المنازل الحلوى من شرفات بيوتهم على المشاركين. في مشهد يعكس التفاعل الشعبي مع الأجواء الكرنفالية.
احتفال المولد النبوي في عيون العلماء
في هذا الصدد، أشار الشيخ “أحمد تركي”، أحد علماء الأزهر الشريف، إلى أن “الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف هو من أعظم الاحتفالات التي يحييها المسلمون”. مؤكدًا أن هذا الاحتفال مباح ومستحب. وأضاف أن المصريين يتميزون بأسلوبهم الخاص في الاحتفاء، حيث حولوا المناسبة إلى فلكلور شعبي متأصل في المجتمع المصري.
احتفالات المولد النبوي الشريف حول العالم
والجدير بالذكر إلى أن المسلمين في مختلف دول العالم يحتفلون بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في 12 ربيع الأول من كل عام، وتتنوع مظاهر الاحتفال بين الدول. ولكنها تجمع دائمًا على حب النبي وتقديره. عبر الأنشطة والفعاليات الدينية التي تهدف إلى إحياء ذكرى مولده الشريف.