المزيد

لغز أحرق مكتبة الإسكندرية القديمة.. وشواهد تشير إلى يوليوس قيصر

أميرة جادو

تعد مكتبة الإسكندرية القديمة واحدة من أبرز الإنجازات البشرية في العالم القديم، وهي تعد رمزًا للمعرفة والعلم. احتوت المكتبة على مجموعة ضخمة من المخطوطات التي جاءت من مصادر متعددة ومتنوعة، وتقدر محتوياتها بعشرات أو حتى مئات الآلاف من المخطوطات. لهذا السبب، يُعتبر تدمير المكتبة مأساة كبيرة في تاريخ البشرية، ويثير السؤال المستمر: من هو المسؤول الحقيقي عن حرق مكتبة الإسكندرية؟

صرح العلم والمعرفة

مكتبة الإسكندرية كانت جزءًا من “الموسيون”، وهو مركز تعليمي كبير في مدينة الإسكندرية بمصر. تم بناء هذا الصرح في العهد البطلمي خلال الحقبة الهلنستية، حين حكمت سلالة يونانية مصر. ويتقد أن المكتبة تأسست في عهد بطليموس الثاني فيلادلفيوس في منتصف القرن الثالث قبل الميلاد، ونمت بسرعة لتصبح أحد أعظم مراكز المعرفة في العالم القديم.

كان الملوك البطالمة يقدمون الدعم المباشر للمكتبة، حيث أن حب الإغريق للمعرفة والبحث كان متجذرًا في ثقافتهم. ونتيجة لذلك، ازدهرت مكتبة الإسكندرية لتحتوي في ذروتها على ما يقدّر ما بين أربعين ألفًا إلى أربعمائة ألف مخطوطة.

الحريق الأول على يد يوليوس قيصر

أثناء حصار يوليوس قيصر للإسكندرية في عام 48 قبل الميلاد، وقعت العديد من الأحداث الدرامية. وقد ذكر المؤرخ اليوناني بلوتارخ أن قيصر أشعل النار في أسطول العدو الموجود في ميناء المدينة، ونجحت خطته العسكرية، ولكن الحريق امتد إلى المدينة، وتسبب في احتراق مكتبة الإسكندرية أيضًا.

وبذلك، يعتبر يوليوس قيصر المسؤول المباشر عن الحريق الأول للمكتبة، الذي أدى إلى تدمير جزء كبير منها نتيجة الحريق الذي انتشر من الميناء إلى المكتبة.

استمرار مكتبة الإسكندرية بعد الحريق

على الرغم من الحريق الكبير الذي نشب في زمن قيصر، يعتقد بعض العلماء أن المكتبة استمرت في العمل لفترة بعد تلك الأحداث. في أواخر القرن الأول قبل الميلاد، زار المؤرخ الجغرافي سترابو مدينة الإسكندرية، وذكر في كتاباته زياراته للمدينة، مما يشير إلى أن المكتبة كانت ربما لا تزال قائمة.

مارك أنطونيوس وتجديد المكتبة

تؤكد بعض الأدلة أن مكتبة الإسكندرية ربما أعيدت إلى مجدها بعد حريق قيصر. قدم مارك أنطونيوس هدية لكليوباترا تضم مائتي ألف مخطوطة، ويعتقد بعض المؤرخين أن هذه الهدية كانت تهدف إلى تجديد المكتبة بعد الحريق الذي دمر العديد من المخطوطات. وبالتالي، يشير هذا إلى أن المكتبة ربما واصلت نشاطها لفترة بعد الحريق الأول، قبل أن تتعرض لأحداث أخرى أدت إلى تدميرها بالكامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى