في ذكرى وفاة عماد الدين زنكي.. حكاية قائد سبق صلاح الدين في محاربة الصليبيين
أميرة جادو
يصادف اليوم ذكرى وفاة القائد العسكري والحاكم المسلم عماد الدين زنكي، الذي كان أحد أعظم القادة العسكريين في التاريخ الإسلامي. حكم زنكي أجزاء كبيرة من بلاد الشام، وكان له دور بارز في محاربة الصليبيين واستعادة أجزاء واسعة من المناطق التي كانت تحت سيطرتهم.
تأسيس الدولة الأتابكية
يعتبر عماد الدين زنكي مؤسس الدولة الأتابكية، التي امتدت سلطتها من مناطق بين النهرين إلى بلاد الشام. وفقًا لكتاب “عصر الانحلال: تاريخ الأمة العربية (الجزء السادس)” للكاتب محمد أسعد طلس، كان زنكي ابن آق سنقر. أحد مماليك السلطان السلجوقي ملكشاه. حصل آق سنقر على مكانة مرموقة في الدولة وتم تعيينه حاكمًا على حلب وأعمالها، إلا أن تتش السلجوقي قتله في عام 487هـ. وبعد وفاته تمكن عماد الدين من استعادة مملكة أبيه بعد مقتل تتش في العام التالي.
سيطرة زنكي على مناطق واسعة
توالت انتصارات عماد الدين زنكي بعد استعادة حكم أبيه، فبسط سيطرته على واسط والبصرة، إلى جانب مملكته في الموصل والجزيرة ونصيبين. ومع تفاقم الوضع في سوريا جراء التوسع الصليبي. التفت المسلمون إلى زنكي كقائد يخلصهم من هذا الخطر، فاستطاع استعادة حلب في عام 522هـ، وبعدها استولى على حماة.
الانتصار على الصليبيين واستعادة الرها
كان لعماد الدين زنكي دورٌ مفصلي في مواجهة الصليبيين. إذ تمكن من استعادة مدينة الرها في عام 539هـ (1144م)، وهو ما اعتُبر انتصارًا كبيرًا للمسلمين. يعد هذا الانتصار بداية النهاية للنفوذ الصليبي في المشرق، حسبما أشار المؤرخ “باركر”.
محاولات السيطرة على دمشق
رغم انتصاراته المتعددة، واجه زنكي تحديات في محاولاته للسيطرة على دمشق، حيث كان الصليبيون يمدون أتابكة دمشق بالدعم لصد هجماته. استمرت هذه المحاولات حتى تمكن من الاستيلاء عليها أخيرًا في عام 549هـ (1154م).
ورث عماد الدين زنكي
والجدير بالذكر أنه بعد وفاة عماد الدين زنكي في عام 541هـ (1146م)، خلفه ابناه: سيف الدين غازي الذي حكم القسم الشرقي من المملكة واتخذ الموصل مقرًّا له ونور الدين محمود الذي حكم القسم الغربي واتخذ حلب مقرًّا له. استمر الأخوان في محاربة الصليبيين بعزمٍ حتى توحدت الدولة الأتابكية تحت قيادة صلاح الدين الأيوبي، الذي ضمها إلى دولته في نهاية المطاف.