الكميت بن زيد: شاعر الهاشميين والمدافع عن العدنانية في وجه القحطانية
الكميت بن زيد بن خنيس بن مجالد، المولود في العام 60 هـ والمتوفى في 126 هـ، يعد من أبرز شعراء العرب في العصر الأموي. ينتمي إلى قبيلة أسد بن خزيمة التي تنتسب إلى مضر. اشتهر الكميت بموهبته الشعرية الرفيعة التي أهلته ليصبح واحدًا من أبرز شعراء مضر، ومن القامات البارزة في ساحة الشعر العربي، ليس فقط لقدرته البلاغية الفائقة، بل لمعرفته العميقة بلغات العرب وأيامهم.
من هو الكميت بن زيد:
تميز الكميت في شعره بميله الواضح للعدنانية وتعصبه لها، وكان من أبرز المتصدين لشعراء القحطانية، مقارعًا لهم في ميادين الفخر والهجاء. هذا التعصب كان جزءًا من شخصيته ومعتقداته التي انعكست في قصائده، ما جعله دائم المناقضة لشعراء اليمن وأصحاب النزعات القحطانية. وظلت هذه النزاعات الشعرية قائمة حتى بعد وفاته، حيث واصل شعراء من بعده الرد على قصائده.
الكميت لم يكن شاعرًا عاديًا، فقد ارتبط اسمه بالتشيع لآل البيت، واشتهرت قصائده الهاشميات التي تعتبر من روائع الشعر العربي. كان معروفًا بدفاعه الشرس عن بني هاشم ومناصرته لقضيتهم، ما أكسبه شهرة واسعة وجعل قصائده محل اهتمام العديد من الأدباء والشعراء.
قصيدته المشهورة التي عرفت بـ “المذهبة” كانت من أهم أعماله، ورغم وفاته، استمرت المناقضات حولها، حيث رد عليها شعراء مثل دعبل وابن أبي عيينة. إلا أن أبا البلقاء البصري، مولى بني هاشم، تولى الدفاع عن قصيدة الكميت بعد وفاته، معززًا مكانة الكميت وشعره في الدفاع عن القضايا التي تبناها.
عاش الكميت في عصر بني أمية، لكنه لم يدرك التحول إلى الدولة العباسية. ورغم ذلك، فإن إرثه الشعري والدفاعي عن بني هاشم ظل راسخًا في الذاكرة العربية، خاصة بين أتباع آل البيت.