انضمام مصر لبنك التنمية الوطني: خطوة نحو تقليل الاعتماد على الدولار وتعزيز النمو الاقتصادي
أوضح الدكتور محيي عبد السلام، الخبير الاقتصادي والمستشار المالي، أن انضمام مصر إلى بنك التنمية الوطني التابع لدول مجموعة بريكس يشكل خطوة حاسمة نحو تعزيز التبادل التجاري بين مصر وأعضاء المجموعة. هذا الانضمام من شأنه تقليل الطلب المتزايد على الدولار الأمريكي، الذي تعتمد عليه البلاد بشكل كبير في تمويل وارداتها. بفضل هذه الخطوة، ستتمكن مصر من دعم مسيرتها نحو التنمية المستدامة، ومعالجة المشكلات التي تواجهها في السيولة النقدية، مما يجعل الاقتصاد المصري أكثر استقراراً في مواجهة التحديات الدولية.
دور بنك التنمية في تعزيز التعاون الإقليمي
أشار عبد السلام إلى أن بنك التنمية يسهم بشكل كبير في تعزيز التعاون الإقليمي، من خلال الاستثمارات الموجهة نحو تطوير البنية التحتية وتنفيذ المشروعات التنموية التي تتماشى مع أولويات الدول الأعضاء. مصر تراهن على أن يصبح بنك التنمية الجديد بديلاً للبنك الدولي في المستقبل، مما يوفر لها مزيدًا من المرونة والفرص لتحقيق أهدافها الاقتصادية. كما أن التعاون مع دول مجموعة بريكس يتيح لمصر الاستفادة من خبرات هذه الدول، خصوصاً في مجالات التصنيع وزيادة الإنتاج، مما سيساهم في خلق سوق مشتركة لترويج المنتجات المصرية، وذلك بالتوازي مع تجمعات اقتصادية أخرى مثل الكوميسا.
فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة
إلى جانب ذلك، فإن انضمام مصر لمجموعة بريكس يحمل فرصاً واعدة لخلق آلاف الوظائف الجديدة، مما سيؤدي إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين. هذه الخطوة ستحقق تطورًا ملحوظًا في جودة الخدمات العامة، وتلبي الاحتياجات التنموية المتزايدة في البلاد. إضافةً إلى ذلك، فإن العضوية في المجموعة تعزز فرص مصر في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتفتح المجال أمامها لتوسيع نطاق التجارة الثنائية بين دول بريكس والدول الإفريقية.
البعد الإفريقي ودور مصر الاستراتيجي
في ظل رئاسة جنوب إفريقيا لمجموعة بريكس، تستعد مصر لدراسة شراكتها في إطار برنامج “بريكس وإفريقيا”، مما يتيح لها فرصاً جديدة للاستفادة من المبادرات القائمة، خصوصاً تلك المتعلقة بتطوير البنية التحتية وتعزيز التنمية المستدامة. وأكد عبد السلام أن مصر بفضل موقعها الجغرافي المميز، ودورها كبوابة لإفريقيا، ستكون في موقف قوي لتوجيه السلع والخدمات نحو باقي دول القارة، وهو ما سيزيد من تأثيرها الاقتصادي الإقليمي.
تعزيز الموقف التفاوضي لمصر على الساحة الدولية
من خلال انضمامها لمجموعة بريكس، تعزز مصر موقفها التفاوضي مع القوى الغربية، وتتمكن من تحقيق تنوع أكبر في علاقاتها الخارجية. هذا التنوع ضروري في ظل التحولات المستمرة في النظام الدولي وما يترتب عليها من تحديات تواجه العديد من الدول. انخراط مصر في بريكس يمثل خطوة استراتيجية نحو تحقيق توازن دولي أفضل لمواجهة المخاطر العابرة للحدود، وتأمين مصالحها الوطنية على المدى الطويل.
