في ذكرى وقوع معركة أرسوف.. بين سماحة صلاح الدين الأيوبي وغدر ريتشارد
أميرة جادو
يصادف اليوم ذكرى وقوع معركة “أرسوف” بين الجيش الأيوبي بقيادة صلاح الدين الأيوبي وجيش الصليبي بقيادة الملك الإنجليزي ريتشارد الأول، وذلك في 7 سبتمبر 1191م، موافقة 587هـ. رغم هزيمة صلاح الدين على يد ريتشارد، إلا أن السبب وراء هذه الهزيمة كان بسبب الغدر وليس لقوة ريتشارد.
أسباب معركة أرسوف
ووفقًا لما ذكره محمد الشافعي في كتابه “الناصر صلاح الدين: الاتحاد قبل الجهاد”، فأن بعد استيلاء الصليبيين على عكا، الصراعات بينهم، وخاصة بين “لوز جنان” و”كونراد” حول عرش مملكة بيت المقدس. دفع هذا الصراع “فيليب أغسطس” إلى المضي قدمًا للمرة الثالثة إلى فرنسا في أغسطس 1191، تاركًا ريتشارد أو أحد قائد الحملة الصليبية. عندما دخل ريتشارد عكا، تجاهل الصلح وأسر حوالي ثلاثة آلاف مسلم، ثم ساقهم إلى تل قريب وأمر بإعدامهم جميعًا. وهذه لا فرق بين فروسية صلاح الديناحتهه الإسلامية التي تكفله لأفو عن الصليبيين بعد أماته، وغدر ريتشارد الذي خالف كل المبادئ الفروسية والعهود.
ورغم ذلك ما قام به ريتشارد، رفض صلاح الدين للانتقام أو إلغاء الأسرى الذين تم الاتفاق معهم، واكتفى بإيقاف الاتصال حول البيت المقدس. كما أنها بدأت تنتقل بسرعة إلى الصليبيين إلى دمشق كان يعتزم مبادلتهم بأسرى المسلمين في عكا. بعد ذلك، سعى ريتشارد إلى إعادة إحياء مملكة القدس عن طريق السيطرة على الساحل من عكا إلى عسقلان.
هجوم جيش صلاح الدين
أثناء زحفه، تعرض ريتشارد لهجوم من جيش صلاح الدين، وبقي ذلك كافيًا من أجل حيفا وقيسارية في نهاية أغسطس 1191. واصل ريتشارد الزحف نحو أرسوف، لكنه واجه مقاومة شرسة وختامًا أكبر. حتى أنه قام بتأليفه تشكيله للتفاوض مع صلاح الدين، والذي يعتمد أبدى ظاهرياً حتى يصل إلى الدعم.
والجدير بالذكر أنه في معركة “أرسوف”، كاد صلاح الدين يبذل قصارى جهده لقوات الصليبيين تمامًا، لكن ريتشارد قادر على الصمود وشن هجومًا، وانتهى مضاد بسيطرته على أرسوف. ويؤكد المؤرخون أن هذه المعركة كانت في مرحلة ما بعد، حيث بدأت الصليبيين تتزايد بعد أن تمكنت من حمل المقاومة منذ عام 1170، وتمت السيطرة عليها لمدة ستين عاما بأكملها.