خبراء الغرب يضعون سيناريو “يوم القيامة” في الشرق الأوسط
أسماء صبحي
اتفق مجموعة من الخبراء الغربيين على أن الشرق الأوسط على حافة منعطف خطير في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. حيث يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغلال فترة الانتخابات الأمريكية لتحقيق مكاسب سياسية على الأرض دون أن يدفع ثمناً سياسياً.
وأشار الخبراء إلى أن تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار قد يؤدي إلى رد إيراني على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، مما يزيد من تعقيد الأوضاع. وتلعب مصر دوراً حاسماً في تهدئة الأوضاع، ويبدو أن موقفها الرافض للتهجير أجبر نتنياهو على التراجع عن مخططاته لنقل الفلسطينيين من غزة إلى سيناء.
تحقيق مكاسب سياسية
ويرى ماهر نيقولا الفرزلي، مدير المركز الأوروبي الآسيوي للدراسات، أن نتنياهو يرى في الفترة التي تسبق الانتخابات الأمريكية فرصة “استراتيجية”. حيث يسعى لاستغلالها لتحقيق مكاسب سياسية عن طريق تدمير بعض المناطق في الضفة الغربية وربما جنوب لبنان.
وأضاف الفرزلي، أن عملية السلام التي تقودها الولايات المتحدة في غزة تبدو وكأنها تمثيلية مكررة لا تفضي إلى حلول حقيقية. تشبه قصة “شهرزاد” التي لا تنتهي، حيث يستفيد الدبلوماسيون الأمريكيون من المفاوضات المتكررة لتقديم صورة دائمة للجهود “الدؤوبة” المبذولة.
ويشبه الفرزلي نتنياهو برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحق شامير الذي استخدم المفاوضات كوسيلة لخداع الدبلوماسيين. بينما تستمر إسرائيل في نسف فرص السلام. ويشير إلى أن نتنياهو يستخدم المتطرفين الإسرائيليين، مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، كوسيلة لإظهار نفسه كـ”الزعيم المعتدل”. مؤكداً أن هذه استراتيجية متعمدة للظهور بمظهر أكثر اعتدالاً من المتطرفين.
ويرى الفرزلي أن نتنياهو ليس مدفوعًا بالأفكار الدينية أو الأيديولوجية، بل هو خبير تسويق وإدارة. تعلم في الولايات المتحدة ويدرك جيدًا الفرص الاستراتيجية للاستيلاء على الأراضي، حتى لو كان الثمن هو حياة آلاف الفلسطينيين واللبنانيين. كما يعتقد أن المنطقة ستشهد تصعيدًا أكبر، وأن مصر تلعب دوراً محورياً في ردع محاولات نتنياهو لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
الشرق الأوسط لن يشهد استقراراً
فيما قال عمر كريم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة برمنجهام، أن الشرق الأوسط لن يشهد استقراراً طالما استمرت الحرب في غزة، وخاصة مع تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار. ويرى أن إيران قد ترد على اغتيال هنية بشن هجمات على إسرائيل، ما قد يزيد من التصعيد ويضع ضغوطًا على الدول العربية للتدخل، مما يعقّد الأوضاع الإقليمية.
ويؤكد كريم، أن عنف المستوطنينفي الضفة الغربية يعكس تصعيداً خطيراً، خاصة أن إسرائيل قد منحت الضوء الأخضر للعناصر المتطرفة لمهاجمة الفلسطينيين. كما أشار إلى أن احتلال الجيش الإسرائيلي لممر صلاح الدين سيتعارض مع التزامات إسرائيل تجاه مصر، ما قد يؤدي إلى تدهور العلاقات بين البلدين.