إحياء التراث.. مراحل تنفيذ مشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون بالقاهرة
أسماء صبحي
في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة المصرية لتحسين البيئة العمرانية والحفاظ على التراث المصري. يأتي مشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون في القاهرة كأحد المشاريع الرائدة التي تهدف إلى تحويل هذه المنطقة التاريخية إلى وجهة سياحية وثقافية متكاملة. ويمتد المشروع على مساحة واسعة ويهدف إلى تحقيق توازن مثالي بين التطور الحضري والحفاظ على القيمة التاريخية للمنطقة.
أهداف مشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون
يعتبر سور مجرى العيون أحد المعالم الأثرية البارزة التي تعود إلى العصر الأيوبي، حيث تم بناؤه في عهد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي لجلب المياه إلى قلعة القاهرة. ويمتد السور لمسافة طويلة عبر القاهرة القديمة، ويعد من أهم المشاريع الهندسية في ذلك العصر. ولكن مع مرور الزمن، شهدت المنطقة المحيطة بالسور تدهورًا كبيرًا نتيجة التوسع العشوائي وغياب الصيانة.
يهدف المشروع إلى إحياء منطقة سور مجرى العيون وإعادة توظيفها بشكل يليق بقيمتها التاريخية. يتضمن المشروع إزالة المباني العشوائية التي تراكمت حول السور وإعادة تخطيط المنطقة لتشمل مساحات خضراء، مناطق سكنية، ومرافق تجارية وترفيهية. يسعى المشروع أيضًا إلى جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتعزيز السياحة الثقافية في القاهرة.
مراحل التنفيذ
- المرحلة الأولى:بدأت بإزالة المباني العشوائية التي كانت تشوه المنظر العام للسور، مع التأكيد على توفير مساكن بديلة للسكان المتضررين من هذه العملية.
- المرحلة الثانية: ركزت على ترميم السور والحفاظ على الجزء الأثري منه. عملت الفرق الهندسية بالتعاون مع خبراء الآثار لإعادة الحياة للسور وترميمه باستخدام أساليب حديثة مع المحافظة على طابعه التاريخي.
- المرحلة الثالثة: تضمنت تنفيذ مشاريع تنموية في المنطقة المحيطة بالسور، مثل إنشاء وحدات سكنية جديدة ومراكز تجارية وثقافية. تم التأكد من توفير جميع الخدمات الأساسية مثل الطرق والكهرباء والمياه والصرف الصحي لضمان مستوى معيشي مرتفع للسكان.
التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية
يعد المشروع من بين المشاريع التنموية التي من المتوقع أن تسهم في تحسين الاقتصاد المحلي بشكل مباشر. إذ يتوقع أن يخلق المشروع فرص عمل جديدة للسكان المحليين، إلى جانب جذب السياحة التي ستسهم في إنعاش المنطقة اقتصاديًا. كما سيساهم المشروع في تحسين مستوى معيشة السكان من خلال توفير بيئة حضرية متطورة تتسم بالتخطيط الجيد والبنية التحتية الحديثة.
الحفاظ على الطابع الثقافي والتاريخي
على الرغم من التحديثات الكبيرة التي يتضمنها المشروع، إلا أن الحفاظ على الطابع الثقافي والتاريخي للمنطقة كان على رأس الأولويات. ويتم ترميم السور والأبنية الأثرية بعناية فائقة، بالإضافة إلى إنشاء متاحف ومراكز ثقافية لعرض تاريخ المنطقة، مما يسهم في تعزيز الوعي بأهمية التراث المصري لدى الأجيال القادمة.
يعتبر مشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون بالقاهرة نموذجًا يُحتذى به في تحقيق التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على التراث الثقافي. ومن خلال هذا المشروع، تهدف الحكومة المصرية إلى تحويل القاهرة إلى مدينة حديثة تضاهي المدن العالمية، مع الحفاظ على هويتها التاريخية الفريدة.