خفاجة: تاريخ عشيرة عراقية عريقة من الزعامة إلى الشتات
تعود أصول عشيرة خفاجة إلى خفاجة بن عمرو بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وهناك من يروي أن اسم خفاجة يعود لامرأة كانت تملك العديد من الأبناء.
تاريخ خفاجة
بحسب السجلات التاريخية، تعد خفاجة من القبائل العريقة التي استوطنت العراق، حيث استقرت في نواحي الكوفة وتمتعت بزعامة ومكانة كبيرة لفترة من الزمن. عندما فر الخليفة العباسي الحاكم بأمر الله من وجه المغول بعد اجتياحهم لبغداد، لجأ مع جماعته إلى أمير خفاجة، حسين بن فلاح، الذي استضافهم لفترة قبل أن يرحل الحاكم إلى دمشق.
لكن لم تدم قوة خفاجة طويلاً، إذ سرعان ما تراجعت مكانتها وتفككت القبيلة إلى فصائل متناحرة، واندثرت تحت جناح القبائل الأخرى طلباً للحماية. هذا الانهيار كان جزءاً من الديناميكية القبلية والعشائرية التي شهدها العراق في تلك الحقبة.
خفاجة كانت واحدة من العشائر القديمة التي استقرت في العراق منذ العصور الأولى للفتح الإسلامي، حيث اختارت مناطق الشطرة في محافظة ذي قار وكربلاء والنجف وبغداد وديالى مقراً لها. ومع مرور الزمن، أصبحت خفاجة جزءاً من عشائر الأجود بعد أن تشتت أفرادها.
ينتمي إلى خفاجة شخصيات بارزة مثل الشاعر توبة بن الحمير، المعروف بحبه لليلى الأخيلية، والشاعر أبو سعيد الخفاجي الذي عاش في مدينة حلب بسوريا.
تجسد قصة خفاجة تقلبات التاريخ، من الصعود إلى الزعامة إلى الانهيار والاندماج، تاركة وراءها إرثاً يجسد جزءاً من هوية العراق وتاريخه العريق.