وطنيات

أحمد أسعد الشقيري: مناضل بالفطرة وقائد مؤسس لمنظمة التحرير الفلسطينية

أحمد أسعد الشقيري، ولد عام 1908 في قلعة تبنين بجنوب لبنان، حيث عاش طفولة قاسية بعد وفاة والدته وانتقاله إلى عكا ليعيش في كنف والده. من سنٍّ مبكرة، أظهر الشقيري حباً كبيراً للغة العربية والقرآن الكريم، وهو ما شكل الأساس لمستقبله كمناضل وكاتب.

تأسيس جمعية الوحدة العربية

بشغفه الشديد بالوحدة العربية، أسس الشقيري مع أصدقائه “جمعية الوحدة العربية”. ومع تصاعد نشاطه السياسي والنضالي، طُرد الشقيري من بيروت وهو شاب، فانتقل إلى القدس حيث التحق بمعهد الحقوق الفلسطيني. هناك، بدأ الشقيري مسيرته المهنية في سلك المحاماة، ولكن نشاطه لم يقتصر على المجال القانوني فقط، بل كتب في الصحف الفلسطينية داعياً إلى الوحدة العربية ومنتقداً الخطر الصهيوني والاستعمار الإنجليزي الذي كان يسيطر على فلسطين.

النفي والمقاومة

بسبب نشاطه السياسي والدعوي، تعرض الشقيري للنفي من قبل السلطات المحتلة إلى قرية الزيت الفلسطينية حيث وضع تحت الإقامة الجبرية. لكن نكبة 1948 دفعت به إلى العمل العربي الأوسع، حيث تم اختياره مساعداً لعبد الرحمن عزام، الأمين العام للجامعة العربية، قبل أن يصبح أميناً عاماً بنفسه.

قيادة منظمة التحرير الفلسطينية

كان الشقيري من بين أوائل الداعين إلى الوحدة العربية، وعندما تأسست منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، أصبح أول رئيس لها. تحت قيادته، تم إنشاء جيش التحرير الفلسطيني وقوات التحرير الشعبية، التي قامت بعمليات ناجحة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما زاد من رصيده كقائد ومناضل.

الإرث الثقافي والسياسي

ترك الشقيري إرثاً فكرياً غنياً من خلال كتاباته التي تضمنت: “قضايا عربية دفاعاً عن فلسطين والجزائر” عام 1962، و”فلسطين على منبر الأمم المتحدة” في نفس العام، و”مشروع الدولة العربية المتحدة” عام 1967.

توفي أحمد أسعد الشقيري عام 1980، لكنه بقي رمزاً للنضال والوحدة العربية، وترك بصمة لا تُنسى في التاريخ الفلسطيني والعربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى