الصحفيون بشمال سيناء ينظمون حفل تأبين لفقيد الصحافة العربية حمدي نصر
الصحفيون بشمال سيناء ينظمون حفل تأبين لفقيد الصحافة العربية حمدي نصر
سيناء – محمود الشوربجي
نظم اتحاد الصحفيين والمراسلين بسيناء حفل تأبين لفقيد الصحافة العربية، الصحفي الراحل حمدي نصر، ابن مدينة العريش بشمال سيناء، الذي وافته المنية يوم الثلاثاء 20 أغسطس 2024 في مدينة العين بدولة الإمارات عن عمر يناهز 75 عامًا.
عقدت فعالية التأبين في مركز شباب مدينة العريش، بحضور جمع من الصحفيين من مختلف الأجيال والباحثين والشعراء ورموز المجتمع من مختلف قُرى ومدن شمال سيناء.
يعد الراحل حمدي نصر واحدًا من طليعة الصحفيين بسيناء، حيث عمل في بداية حياته مراسلًا عسكريًا وغَطى لحظة عبور خط بارليف وتحقيق نصر أكتوبر ثم انتقل للعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان من المعايشين لمسيرة انطلاقها والمساهمين في تأسيس صحافتها، حيث جمع بين العمل في مجالات التغطيات الميدانية والرياضة وتوثيق التراث وإعداد الكتب والأبحاث.
استهل الحفل بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، ثم قراءة آيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ الشيخ إسماعيل صوان، وتواصلت الفعاليات باستعراض قدمه الصحفي حسين القيم، لجانب من سيرة الراحل في مصر وفي دولة الإمارات العربية المتحدة في بلاط صاحبة الجلال، والتي استمرت لأكثر من 50 عامًا.
وأوضح الصحفي محمد سليم سلام، الأمين العام لاتحاد الصحفيين والمراسلين بسيناء، أن هذا الاحتفال هو وفاء وتقدير لدور الراحل، لافتًا إلى أن هذا تقليد يحرص عليه الصحفيون بسيناء من خلال اتحاد الصحفيين، الذي تأسس في عام 2013 وأُشهر في عام 2016، ويضم مجموعة من الصحفيين والمراسلين العاملين في عدد من المؤسسات الصحفية والإعلامية الرسمية بالدولة.
وأشار الصحفي محمد أبو عيطة، عضو الاتحاد، إلى جانب من حياة الراحل حمدي نصر من خلال معايشته له، وكيف كان محبًا لبلدته العريش وسيناء ومهمومًا بتوثيق تراثها، وطالب بتلبية طلب أهل سيناء إطلاق اسمه على أحد شوارع مدينة العريش تخليدًا لذكراه.
وأضاف الصحفي مسعد بدوي، نائب رئيس اتحاد الصحفيين والمراسلين، أن الراحل كان داعمًا لجميع الصحفيين والمراسلين بشمال سيناء، وحريصًا على جمعهم وكل أطياف المجتمع خلال زيارته السنوية للعريش وعقد جلسات تعارف وتبادل خبرات.
وفي كلمته، نعى الصحفي عبد القادر مبارك، رئيس اتحاد الصحفيين والمراسلين بسيناء، الراحل، مقدمًا واجب العزاء لأسرته ولجميع الصحفيين في مصر والعالم مؤكدًا أن الصحافة العربية فقدت رمزًا بارزًا مهمًا برحيل أحد مؤسسيها، خلال مسيرة بدأها كمراسل حربي للقوات المسلحة المصرية في حرب 1973م، ثم تدرج مهنيًا ووظيفيًا إلى أن أصبح مؤسسًا للصحافة الإماراتية.
وقال رئيس اتحاد الصحفيين والمراسلين، إن الراحل كان داعمًا رئيسيًا للاتحاد وسفيرًا له خارج مصر، وخصوصًا بدولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدًا أن إقامة التأبين لروحه الطاهرة هو وفاء للراحل، الذي ترك بصمة يسجلها التاريخ في سيناء.
وبدورهم، استعرض المشاركون من الحضور جانبًا من ملامح شخصية حمدي نصر من خلال علاقتهم به، حيث كشف اللواء فؤاد طبل، أحد قادة نصر أكتوبر، أنه خلال معركة النصر التقى حمدي نصر، وكان حمدي نصر مراسلًا عسكريًا التقط له صورة لم يعرف تفاصيلها إلا بعد مرور 50 عامًا عندما أرسلها إليه،. وثمن القاضي العرفي الشيخ يحيى الغول مبادرة تكريم رموز سيناء وتخليد ذكراهم، معتبرًا أن الفقيد رمز يستحق أن يبقى خالدًا لا تنساه الأجيال.
وأشار محمد العريني إلى جانب آخر من شخصية حمدي نصر، وهو اهتمامه بالفلكلور الشعبي وتوثيق التراث، وهذا كان في بدايتهم المبكرة. وتابع عبد العزيز الغالي، عضو اتحاد الكتاب، بقوله إن الفقيد عُرف بدقته في أعمال التوثيق، وأن هذا التكريم بذكر سيرته وتخليدها هو تكريم لكل صحفي ناجح ومجتهد.
وطالب النائب السيناوي سلامة الرقيعي، في كلمته، بتخصيص جائزة سنوية تختص بالتراث تحمل اسم الراحل، لافتًا إلى أن له دورًا مؤثرًا وبناءً في خدمة الإنسانية بكافة المجالات.
وأعرب الدكتور رائد عبد الناصر، رئيس مجلس إدارة مركز شباب العريش الذي استضاف الفعالية، عن فخر أبناء سيناء بمثل هذه الرموز التي تغرد في كل مكان، وأن الموت يغيب الأشخاص لكن تبقى الأعمال خالدة بقيمتها.
وبدوره، أكد الباحث نايف سلامة أن حمدي نصر شخصية جمعت حب الجميع له، ناقلًا عبر هاتفه رسائل رثاء وصلت من الإمارات، بينها رسالة محمد النيادي، من الشخصيات المهتمة بالتراث، وعمل مع الراحل حمدي نصر، والذي قدم تعازيه لكل أبناء سيناء في فقد حمدي نصر، لافتًا إلى دوره الإنساني والصحفي والتراثي في خدمة الإمارات حتى أصبحت مرجعية مهمة، وأنجز أرشيفًا من التاريخ والحكايات والتوثيق لملامح الإمارات منذ نشأة الاتحاد.
وبدوره، قدم الأديب محمود طبل تفاصيل مشروع حمدي نصر الثقافي لتوثيق اللهجة الخاصة بأبناء مدينة العريش بسيناء، حتى ظهر في كتاب مطبوع يعد أول مرجعية توثق هذا الجانب التراثي، وطالب بخروج كتاب يوثق حياة الراحل حمدي نصر.
خلال الحفل، قدم الشعراء عبد الكريم الشعراوي وعطالله الجداوي كلمات رثاء وأشعارًا في فقيد الصحافة العربية.
وفيما يلي توثيق مختصر لجانب من مسيرة الصحفي حمدي نصر:
– كان واحدًا من أبرز الصحفيين المصريين في عالم الصحافة العربية، خاصة في مجالات الرياضة والتراث. بدأ مسيرته الصحفية في مصر بعد حصوله على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة عام 1972، وعمل كمحرر في مجلة الشباب والنصر من 1970 حتى 1976.
– انتقل إلى الإمارات، حيث عاصر نشأة اتحاد الإمارات وساهم بقلمه في بناء المشهد الإعلامي هناك.
– في الإمارات، تقلد حمدي نصر مناصب بارزة، منها:
– سكرتير تحرير مجلة “تراث” التابعة لنادي تراث الإمارات في أبوظبي من يونيو 1999 حتى أبريل 2007.
– محرر رئيسي بنفس المجلة، حيث أجرى العديد من اللقاءات مع كبار الشخصيات في التراث والتاريخ.
– جريدة الاتحاد: عمل كمحرر رياضي، ثم رئيسًا للقسم الرياضي، وتقلد منصب مسؤول التحرير في مكتب الفجيرة، وعمل محررًا بالملحق الديني، ومحررًا ومسؤولًا للتحرير في مكتب العين حتى 1999.
– امتد إبداع حمدي نصر إلى الأدب والدراما:
– أدبيًا: كتب “معجم اللهجة العرايشية”، و”شمشون العرب”، و”ابن الإمارات علي بن حسن”، و”نبراس من التراث: قنص البر”، و”روايات وذكريات من ماضي الإمارات”.
– دراميًا: كتب سيناريو فيلم “زهرة البنفسج”، ومسرحية “عزوز المحظوظ”، و”شب الليت”، ودراما تليفزيونية بعنوان “المسحراتي”، وفيلمًا إعلاميًا بعنوان “كيف تكون فارسًا”.
– شرف بلقاء شخصيات بارزة مثل:
– الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الإمارات، بتاريخ 13 يوليو 1995.
– الرئيس التركي كنعان إيفيرين عام 1986.
– ساهم في إعداد برامج تلفزيونية مثل “الصحافة اليوم”، وكتب حلقات من برامج مثل “شحمان ونحفان”، و”يوميات بو عسكور”.
– حصل على عدة جوائز ثقافية، منها:
– المركز الأول في مسابقة التأليف المسرحي على مستوى الجامعات المصرية عام 1972.
– المركز الثالث في مسابقة القصة القصيرة على مستوى الجامعات المصرية عام 1972.
– المركز السادس في مسابقة القصة القصيرة على مستوى العالم العربي عام 1976.
– المركز الأول في مسابقة القصة القصيرة التي نظمها نادي القصة المصري عام 1974.
وافته المنية في بدولة الإمارات التي فيها دُفن جثمانه.