زناتة: قبيلة الأبطال التي صمدت في وجه الفتح والإمبراطوريات
قبيلة زناتة، واحدة من أبرز القبائل الأمازيغية في شمال إفريقيا، كانت تحتل موقعًا متميزًا في الجهة الشرقية من الجفارة. ومن بين أشهر فروعها كان بنو خزرون الزناتيين، الذين حكموا طرابلس لمدة تقارب القرن والنصف، مما ساهم في تعزيز نفوذهم في المنطقة.
تاريخ قبيلة زناتة
برزت قبيلة زناتة كقوة رئيسية في تاريخ شمال إفريقيا، حيث أنجبت حكامًا بارزين مثل الزيانيين والمرينيين. كما تصدوا للفاطميين جنبًا إلى جنب مع المعز بن باديس، وواجهوا بشجاعة الغزوات العربية لبني هلال وسُليم، مما كاد يهدد وجودهم. بعد هذه الصراعات، اندمجت أجزاء من القبيلة في قبائل أخرى، ولكن تأثيرهم ما زال ملحوظًا.
تتحدث قبائل زناتة في المغرب والجزائر الأمازيغية، بينما تستخدم العربية في ليبيا وتونس. في ليبيا، يُعرف أفراد قبيلة زناتة بألقاب عائلية مثل الوهج، اجنيفان، أبو صبيع، أبوقصيص، الصعايبية، وغيرها من الألقاب التي تميزهم في مختلف المناطق، بما في ذلك الخمس لحمات الشهيرة في الغرب الليبي.
وفي كتاب “قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان”، يشير القلقشندي إلى أن زناتة هم من بتر البربر، ويذكر تفاصيل نسبهم، مما يضيف عمقًا تاريخيًا وأصالة لهذه القبيلة. يُقال إن نسبهم يمتد إلى جانا بن يحيى بن صولات بن ورساك بن ضري، ويناقش بعض الروايات الأخرى نسبهم إلى العرب المستعربة أو حتى الفرس.
من قبيلة زناتة، خرجت عائلات حكمت منطقة المغرب الكبير، مثل بني مرين وبني عبد الواد. بني مرين حكموا فاس وامتد نفوذهم إلى المغرب الأقصى، بينما بني عبد الواد حكموا تلمسان، وكان لهم دور بارز في تاريخ الجزائر. وقد مر الملك بين أعقابهم حتى وصل الآن إلى السعيد بن أبي حمو موسى بن عثمان، الذي يمثل سلالة بني زيان.
إرث قبيلة زناتة يبرز من خلال قدرتهم على الصمود والتأثير في تاريخ شمال إفريقيا، وهم رمز للشجاعة والتصدي للتحديات العديدة التي واجهتهم عبر العصور.