أنساب

دور الحاج حسن أيت واحمان في تطوير الصناعة الموسيقية بالمغرب

دور الحاج حسن أيت واحمان في تطوير الصناعة الموسيقية بالمغرب

ولد الحاج حسن أيت واحمان في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي، بقرية تاليوين بقبيلة سكتانة، في السفح الجنوبي للأطلس الكبير الغربي، والتابعة لإقليم تارودانت.

تلقى تعليمه في كتّاب الدوار (تيمزيكيدا)، كما كان معتادًا خلال تلك الفترة لأطفال البوادي. في نهاية الأربعينيات، وعندما كان في الخامسة عشرة من عمره، غادر قريته متوجهًا إلى مدينة الدار البيضاء، في سياق موجة الهجرة الكبيرة التي شهدتها بوادي سوس نحو المدن الكبرى.

 

في الدار البيضاء، اشتغل أيت واحمان كخادم ثم كمسيّر في دار الكتاب للنشر والتوزيع التي كانت مملوكة لعبد الهادي بوطالب. كما عمل كمستخدم في فرع شركة باطي-ماركوني (Pathé-Marconi)، وهذه التجربة أكسبته خبرة دفعت به في عام 1957 إلى تأسيس مقاولته الخاصة لتسجيل وإنتاج وتوزيع الأقراص الموسيقية ثم الأشرطة الغنائية فيما بعد. أسس “المركز المغربي لتوزيع الأسطوانات” (Le Comptoir Marocain de Distribution de Disques).

 

تأسس المركز في فترة كانت الصناعة الموسيقية في المغرب تعاني من فراغ كبير بعد مغادرة الشركات الأجنبية التي كانت تسيطر على المجال. استفاد أيت واحمان من هذا الفراغ وحوّل مركزه في ظرف وجيز إلى إحدى أهم المقاولات في مجال الصناعة الموسيقية. كان المركز رائدًا في استقطاب أبرز نجوم الأغنية المغربية العصرية، وتعامل مع مختلف أنماط الغناء المغربي الشعبي، بما في ذلك الروايس، أحواش، العيطة، الملحون، الأغنية الشعبية، والمجموعات العصرية، وبكل ألسنها من عربية دارجة وأمازيغية (تاشلحيت، تامازيغت، وتاريفيت).

 

عمل المركز المغربي لتوزيع الأسطوانات على إصدار تسجيلاته من خلال أربع ماركات تجارية مسجّلة: أوريكا فون، كتبية فون، تيشكا فون، واحمان كاسيط. كل هذه الماركات كانت مقاولات قانونية محفوظة الحقوق:

بدأ بها المركز في بداية السبعينيات و تأسست عندما أصبح المطرب المغربي أحمد البيضاوي والشاعر محمد أمزال شركاء في المشروع، واشتغل بها إلى نهاية السبعينيات وتأسست بعد انتهاء شراكته مع محمد أمزال وأحمد البيضاوي وتأسست خلال فترة ازدهار تجارة الشريط المغناطيسي واختفاء قرص الميكروسيون.

كما لعب المركز دورًا محوريًا في تطوير الصناعة الموسيقية بالمغرب، حيث كان شبه محتكر لتسجيل أغاني الرّوايس لما يزيد عن عقدين من الزمن، إلى جانب كونه مستوردًا وموزّعًا للمنتوجات الغنائية والموسيقية الأجنبية في المغرب. ترك الحاج حسن أيت واحمان بصمة واضحة على الصناعة الموسيقية المغربية من خلال استقطاب النجوم وإنتاج وتوزيع التسجيلات الموسيقية بمختلف أنواعها.

وهكذا  يعد الحاج حسن أيت واحمان من الرواد الذين ساهموا بشكل كبير في تطوير الصناعة الموسيقية بالمغرب. من خلال المركز المغربي لتوزيع الأسطوانات، استطاع أن يسهم في نشر وتوزيع الموسيقى المغربية بمختلف ألوانها ولهجاتها، ليصبح أحد أبرز الأسماء في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى