أنساب

رمسيس الثاني في الأدب والسينما الفرعون الذي ألهم العالم عبر القرون

 

 

كتبت شيماء طه

 

ليس غريبًا أن يبقى الملك رمسيس الثاني حاضرًا في ذاكرة العالم حتى اليوم، فهو ليس مجرد ملك من ملوك مصر القديمة، بل رمز للخلود والقوة والجمال الإنساني والفكري. عبر آلاف السنين، ألهم هذا الفرعون العظيم الأدباء والمخرجين والفنانين حول العالم، فصار بطلًا في الروايات والأفلام والمسرحيات وحتى الرسوم المتحركة.

 

رمسيس الثاني في الأدب العالمي

رمسيس الثاني
رمسيس الثاني

منذ اكتشاف آثاره المهيبة في أبو سمبل والرمسيوم، أصبح رمسيس الثاني مصدر إلهام للأدباء الغربيين، الذين رأوا فيه نموذجًا للحاكم الخالد الذي لا يهزمه الزمن.

 

أشهر ما كُتب عنه كانت قصيدة “أوزيماندياس” (Ozymandias) للشاعر الإنجليزي بيرسي بيش شيلي عام 1818، التي تصف تمثالًا متهدمًا في الصحراء كتب عليه:

 

> “أنا أوزيماندياس، ملك الملوك، انظروا إلى أعمالي يا جبارين واهتزوا!”

 

 

 

كانت هذه القصيدة رمزًا لفناء القوة وبقاء المجد الإنساني في الفن، إذ أن “أوزيماندياس” هو الاسم الإغريقي لرمسيس الثاني، وقد أصبحت القصيدة من أهم الأعمال الأدبية في التاريخ الإنجليزي.

 

كما تناول العديد من المؤرخين والروائيين شخصيته في أعمالهم، منهم كريستيان جاك في رواياته الفرنسية الشهيرة مثل رمسيس: ابن النور ورمسيس: معبد ملايين السنين، حيث صوّره كقائد حكيم عاشق للحياة والخلود

 

رمسيس الثاني على شاشة السينما

 

السينما العالمية لم تغفل سحر شخصية رمسيس الثاني، فظهر في عشرات الأفلام الأجنبية والعربية التي تناولت قصص الفراعنة.

أشهرها فيلم The Ten Commandments (الوصايا العشر) عام 1956، الذي جسّد فيه الممثل الأمريكي يول براينر شخصية رمسيس الثاني أمام النجم تشارلتون هستون بدور النبي موسى.

قدّم الفيلم صورة درامية لرمسيس كملك متغطرس يرفض إطلاق بني إسرائيل، لكنه في الوقت نفسه إنسان محب لوطنه وعائلته، ما جعله شخصية معقدة وجذابة.

 

وفي السنوات الأخيرة، ظهرت شخصية رمسيس الثاني في العديد من الأفلام الوثائقية، أبرزها سلسلة National Geographic وBBC عن الحضارة المصرية، حيث صُوِّر كأعظم من جسّد فكرة “الفرعون الإله”.

 

أما السينما المصرية فقد تناولت عهده بشكل فني من خلال أفلام مثل “وادي الملوك” و”عودة فرعون”، التي حاولت تقريب شخصية الملك للجمهور المصري والعربي بروح وطنية وتاريخية.

 

 

الفن التشكيلي والموسيقى أيضًا

 

لم يقتصر تأثير رمسيس الثاني على الأدب والسينما فقط، بل ظهر أيضًا في اللوحات والموسيقى. فالكثير من الفنانين رسموا صوره بتعبيرات تجمع بين القوة والسكينة.

 

كما استُخدمت صورة معبد أبو سمبل وتماثيله الضخمة كمصدر إلهام في تصميمات وألحان عالمية تمجد حضارة مصر.

 حين تتأمل حضور رمسيس الثاني في الفن، تشعر أن الفن نفسه وُلِد من روح هذا الفرعون. فكل من كتب عنه أو صوّره، كان يحاول أن يلتقط وهج الخلود المصري الذي يسكن في عينيه.

رمسيس لم يكن مجرد ملك، بل فكرة …

فكرة أن العظمة لا تموت، بل تُعاد روايتها في كل عصر بلغة جديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى