تاريخ هجرة قبيلة العتوب من نجد في القرن الـ 18.. وهذه أماكن تواجدهم
أسماء صبحي
قبيلة العتوب في الكويت هي موضوع اهتمام كبير لدى أبناء هذه القبيلة، حيث يسعون للبحث عن تاريخ هجرة أسرهم وحلفائهم إلى مختلف أنحاء شبه الجزيرة العربية. وهذا الاهتمام ناتج عن كثرة الهجرات التي قامت بها قبيلة العتوب عبر التاريخ، والتي أدت إلى انتشارهم في أنحاء واسعة من المنطقة. ومع ذلك، فإن تواجدهم الأبرز كان في دولة الكويت، حيث استقرت عوائلهم في مختلف مدن ومحافظات الدولة.
قبيلة العتوب
هي عبارة عن حلف قبلي تشكل من اتحاد مجموعة من الأسر في شبه الجزيرة العربية. من هذا الحلف انبثق فرعان قاما بإنشاء دولتين على ساحل الخليج العربي في القرن الثامن عشر الميلادي. وهما آل صباح في الكويت وآل خليفة في البحرين. أما الفرع الثالث من هذا الحلف، وهم الجلاهمة، فلم يكن لهم كيان سياسي مستقل.
يعتقد أن هذا الحلف القبلي للعتوب ضم مجموعة من العائلات التي تنحدر من قبائل عديدة هاجرت من نجد واستقرت على سواحل الخليج. وسموا بالعتوب نسبة إلى كونهم “عتبوا”، أي هاجروا من الشمال.
وقد اختلف المؤرخون حول الأسباب التي دفعت هذه العائلات إلى الهجرة من نجد. بعضهم يرى أنهم فروا من المجاعة والجفاف الذي ضرب المنطقة في القرن السابع عشر. بينما يرى آخرون أن السبب الرئيسي كان الصراع القبلي والعشائري بين هذه القبائل وغيرها في نجد، مما اضطرهم إلى الهجرة. وعلى الرغم من قدرتهم على التغلب على خصومهم في البداية، إلا أن قبيلة الدواسر تمكنت في النهاية من التفوق عليهم وإخراجهم من مناطقهم.
مناطق ارتحال القبيلة
على الرغم من الغموض التاريخي المحيط بهجرة العتوب من نجد في بداية القرن الثامن عشر الميلادي. إلا أن هناك بعض المصادر التي تشير إلى أنهم استقروا في منطقة الأحساء.
بعد ذلك، انتقل العتوب إلى قرية الفريحة القريبة من الزبارة في قطر، حيث التجأوا إلى حماية آل مسلم، حكام قطر في ذلك الوقت. واستقروا في قطر لفترة من الزمن.
وعند مغادرتهم قطر، تفرق أفراد القبيلة في مناطق مختلفة، فمنهم من استقر في مناطق فارس، وآخرون سكنوا في ميناء جزيرة قيس وبندر ديلم.
وتعد العتوب من أبرز القبائل التي عاشت في مناطق قطر والكويت حتى وقتنا الراهن. واعتمد أفرادها في معيشتهم على الغوص للبحث عن اللؤلؤ، والنقل البحري، وصيد السمك، خاصة بعد استقرارهم في الأراضي الجديدة.