شيخ العرب همام.. أشهر أعلام قبائل هوارة وحاكم الصعيد في عصر المماليك
أسماء صبحي
ولد همام بن يوسف بن أحمد بن محمد بن همام ابن أبو صبيح سيبة. والملقب بـ شيخ العرب همام عام 1121 هـ. في فرشوط بمحافظة قنا، وهو الابن البكر للشيخ يوسف زعيم قبائل الهوارة. التي ترجع أصولها إلى قبائل الأمازيغ من جبال البرانس.
اعتنقت قبائل الهوارة المذهب الأباضي وناصروا الخوارج مما تسبب فى عداء بينهم وبين الدولة الفاطمية فشتت شملهم. وإبان حكم العثماني ارتحلت قبائل هوارة لمصر وأجبرهم العثمانيون ليكونوا جنوداً في الجيش العثماني ليقاتلوا معهم. واقطعوهم البحيرة مكافئة لهم على حسن بلائهم في القتال، ولكنهم تمردوا عليهم. فحاربهم العثمانيون وهزموهم ففروا إلى الصعيد واستقروا بها متمتعين بقدر هائل من الثروة والنفوذ وتمكن شيوخهم من السيطرة على مقاليد الأمور هناك.
حكم شيخ العرب همام
تولى شيخ العرب همام الحكم بعد وفاة والده يوسف عام 1767 م. وتمكن من توسيع ومد سلطانه على كافة أقاليم الصعيد. من المنيا إلى أسوان فكان دولة داخل دولة متخذاً من فرشوط بمحافظة قنا عاصمة لحكمه.
قام الشيخ همام بإنشاء الدواوين لإدارة شئون الأراضي الواقعة تحت سيطرته ولرعاية العاملين عليها. واهتم بصيانة الترع والجسور فتحول الصعيد من منبت للفتن ومسرح للصراع بين الأمراء المماليك المهزومين أمام زملائهم في القاهرة ومطارديهم المنتصرين. إلى منطقة استقرار ورخاء وأمن وازدهار، كما تمكن من أن يشكل قوة عسكرية من الهوارة ومن المماليك الفارين من حكم علي بك الكبير. فكان عنده منهم القدر الوفير فتزاوجوا وتوالدوا وتخلقوا بأخلاق تلك البلاد ولغاتهم.
الحرب بين الهوارة والمماليك
وقعت منافسة بين الهوّارة والمماليك بسبب النزاع والخلاف على حق الالتزام على الأراضي الزراعية. فدقت أبواق الحرب بين الهوارة في الصعيد وبين المماليك فى الشمال بزعامة على بك الكبير. الذي كان حليفاً للروس وكان يعدهم بأن يدخلوا مصر على جثه همام (أمير الصعيد) فأمدوه بأكثر الأسلحة تطوراً في هذا الوقت.
جمع شيخ العرب جيشاً كبيراً ضم عده جيوش من الصعيد ومن الهواره بقيادة ابن عمه وزوج أخته وخال أولاده الشيخ إسماعيل الهواري. والذي حقق انتصارًا كبيراً في بداية الحرب.
تمكن المماليك من خداع إسماعيل الهواري الذى وقع في فخ الخديعة فخان ابن عمه. مما مكن وانتصر المماليك من دخول فرشوط وجعلوها كوما من الرماد. فاتجه همام إلى النوبة ليبنى جيشا آخر من الصعيد ولكنه توفي في الطريق عام 1769 م.