قبائل و عائلات

السناقرة والجوابيص.. قبائل عربية تمتد من مصر إلى ليبيا

 

 

 

كتب – عمر محمد

تعد قبيلتي السناقرة والجوابيص من أشهر القبائل العربية التى تمتد من مصر إلى ليبيا، وهما فرعًا لعائلات القبائل الأصلية، وتضم 12 قبيلة بدوية، توافدوا عام 1854 في عهد الخديوي محمد سعيد باشا أول القبائل العربية.

 

وعاشت قبيلة الجوابيص حسب عبدالله صالح ل”صوت القبائل العربية”، العزلة 100 عام، حتي جاءت القبائل الاستيطانية على أرض الصحراء.. إنها وادي النطرون، بمحافظة البحيرة، إحدى أشهر المناطق التي يتعايش بها القبائل البداوية.

 

كان وادي النطرون، لوادي النطرون مكانة كبيرة في العصر الفرعوني؛ لاستخراج ملح النطرون منها، والمستخدم في تحنيط الموتى، كذلك اكتسبت صفة التقديس في المسيحية لمرور العائلة المقدسة بها، وعرفت المنطقة بعدة أسماء أشهرها: “حقل الملح، وشيهيت، والإسقيط، وبئر هوكر”.. وفي القرن الرابع الميلادي شهدت “النطرون” أول تجمع رهباني مسيحي على يد مقار الكبير الذي أنشأ دير الأنبا مقار، وعقب جولة من التاريخ “القبطي”، أصبحت “وادي النطرون” الشاهد على تاريخ البدو.

 

وشهد عام 1854- توافد قبيلة “الجوابيص” البدوية على مدينة “بئر هوكر”، ذلك في عهد الخديوي محمد سعيد باشا، والتي عاشت بمفردها قرابة المائة عام، حتى مطلع القرن الـ 20، ليتوافد عقب ذلك القبائل الاستيطانية على الوادي، وتصبح مدينة “وادي النطرون”، فرعًا لعائلات القبائل العربية الأصيلة في مصر، وتضم نحو 12 قبيلة بدوية.

 

“حياة صعبة.. التكنولوجيا والرفاهية المعيشية مفقودة”.. هكذا بدأ محمد عبد الحميد، أحد أبناء وادي النطرون، حديثه، موضحًا أن بدو وادي النطرون يعيشون حياة صعبة، مشير إلى أن التعليم هو جولة من المشقة اليومية، لافتًا إلى أن التكنولوجيا اليومية متواجدة ولكن الطابع الصحاوي هو المسيطر على الحالة والطابع اليومي لمدينة البدو.

 

ويقول “عبد الحميد”: “للبدو قانون خاص يطبقون بينهم، يحفظ الحقوق ويصون الأمن بينهم يطلق عليه (الدربة)”، مشيرًا إلى أن “الدربة”، ليس له علاقة بالقانون التي تعمل على تطبيه الدولة، لافتًا إلى أن قانون القبائل تم تشريعه منذ نحو 3 قرون ونصف، قائلًأ: “ترتكز القبائل في تعاملهم سويا على تشريع تلك البنود، ومازالت سارية المفعول، وتطبق نصوصها بجانب الاجراءات التي تتخذها سلطات الأمن والمحاكم بالدولة”.

 

“نعتمد في الفصل على تشريعات القانون العادية.. ولكن بطقوس خاصة بأهل الوادي”، لافتًا إلى أن القائمين على الفصل في كافة القضاية مثل: “القتل، والدية، والضرب، والزواج والطلاق، والحلال والحرام”، هو المجلس العرفي بالفبيلة، والمؤلف من الخصوم والحكم، قائلًا: “ويتم تحديد مكان وزمان الحكم بواسطة المجلس التنفيذي.. ولا يجوز التخلف عن الموعد، أو مخالفة الحكم الصادر عليه”، مشيرًا إلى أنه يمكن للمحكوم عليه أن يتظلم أمام مجلس أخر.

 

وفي ذات السياق يقول أحمد عبد الوهاب، أحد أبناء وادي النطرون، أنهم يعانون من غياب مساعدة الدولة في الترويج لبضائعهم وصناعتهم البدوية اليدوية التي يشتهرون بها، مشيرًا إلى قلة تسويق المنتجات الرئيسية لهم: “الكليم اليدوي، والشليف (الفرش)”، قائلًا: “إلا أنه لا يوجد تسويق جيد لتلك الصناعات اليدوية التي يشتهرون بها والتي يمكن تسويقها في الخارج”.

 

“مافيش اهتمام بالمناطق البدوية.. إحنا عايشين في الأماكن المحرومة”.. هكذا أكمل “عبد الوهاب”، حديثه، لافتًا إلى أن أهالي وادي النطرون يعانون الاهمال من قبل القيادات التنفيذية بالمحافظة، وذلك بسبب عدم تسويق منتجاتهم ومحاولة تأهيل – الأماكن المحرمة التي يتعايشون بها- على حد وصفه.

 

وأشار إلى أنه بالرغم من استيطانهم بالوادي للأف السنوات إلا أن كافة اخدمات الأساسية والبنية التحتية لم تكتمل حتى الآن مشيرًا إلى غياب “مياه الشرب النظيفة، وشبكات الكهرباء، والرعاية الصحية السليمة”، لافتًا إلى أنهم يملكوا وحدات صحية تطلق العديد من الحملات الصحية إلا أنها لاتكفي للسيطرة على الأمراض وعلاج المصابين من أهالي البدو.

 

من جانبه يقول المؤرخ النطروني أيمن أبو المعاطي، هناك العديد من القبائل البدوية التي انبثقت منها عائلات سكنت أرض النطرون مع أبناء قبيلة الجوابيص، ومنهم: “قبائل السناقرة” وهم يعتزون بأصلهم العربي الأندلسي، ويمتاز أغلبهم بالراي السدسد، والغيرة، على قبائل أولاد علي، وهم ذرية سنجر بوويلة الاندلسي، بالإضافة إلى العديد والعديد من القبائل الأخرى.

 

وأشار “النطروني”، أن أول القبائل التي توافدت على وادي النطرون هي “الجوابيص”، وبعد نحو 20 عامًا توافد أبناء قبيلة “العجارمة”، ليتقاسموا أرض وادي النطرون، قائلًا: “والهجرة البدوية على أرض وادي النطرون بدأت عام 1963، حين توافد معظم أبناء القبائل واستوطنوا في الصحراء الغربية”، والتي كانت تلقب “بئر هوكر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى