د.محمد هزيمة يكتب: المقاومة علي ابواب الجليل والدخول رهن التطورات
لاول مرة منذ قيام كيانها، اسرائيل امام واقع مستجد تقف على” رجل ونص” حكومتها جاسية على ركبتيها بمواجهة محور المقاومة، بوقت فقدت فيه معظم نقاط القوة التي كانت فرضتها رقما صعبا في الشرق الاوسط ، وتبدا اسرائيل مرحلة انحدار على اكثر من مستوى، تخوض فيه حربا صعبة، تواجه خطر وجودها بالمنطقة، بعد خسارتها دور المبادر بالحروب والمتحكمة بسير معاركها قرارها وتوقيتها ، والاهم في خسارتها القتال على ارض العدو الذي اعتمدته بكافة حروفها ، لكن المشهد كله تبدل وتحول صورة معقدة، لحرب ارادات وسباق تكنولوجيا عسكرية، وحدت فيها المقاومة جبهات المواجهة بمعركة تخدد المصير مسرحها ارض فلسطين المحتلة ، بين مستعمرات العدو امام اعين مستوطنيه، ولاول مرة تجهرهم من مستوطناتهم، تلزمهم اخلاء مدن ومستعمرات مئات الوف من الصهاينة، تجبرهم النزول الى الملاجئ، تسقط حولهم صواريخ تزلزل بنيانهم ، وتفاجئهم مسيرات ترسلها المقاومة لتصيب اهدافها بدقة، ترتفع معها اصوات جنازات قتلى جيش العدو الاسرائيلي الذي استدعي الاحتياط وعطل حركة الكيان واقفل المصانع والمؤسسات ، يختلط العويل بصوت اهالي الاسرى بعصف الجبهات ويستمر على هول فشل اسرائيلي تام من تحقيق اي هدف وعد به نتنياهو الذي يعيش بين توجس محاكمة وقلق حربا صعبة لم يالفها الاسرائيلي من قبل، سقطت فيها هببة جيشه الذي كان لا يقهر، اخفقت اجهزته الامنية الاستخبارية، وضياعت ومعها وهنت مراكز الدراسات عنده، مع ارتفاع اعداد قتلاه وجرحاه من عسكريين وضباط وقوات نخبة، ومشهد اليات محترقة دبابات مدمرة، وصواريخ تسقط على عاصمة الكيان تعطل المطار، بوقت توقفت حركة مرفئ ايلات بعد قرار القوات اليمنية محاصرة اسرائيل المربكة بجبهة الشمال على الحدود الفلسطينية مع لبنان، بمواجهة المقاومة وما يمتلك حزب الله قدرات ومقدرات، وما اعد الحزب دعما لجبهة حاسمة ومواجهة ترسم حدود المنطقة والعالم، استفاد من كل نقاط القوة الموقع والواقع وتاثيرهم مستفيدا من الطبيعة الجغرافية الوعرة وتضاريسها الصخرية ، على امتداد الحدود مع فلسطين المحتلة مسافة تزيد عن المئتي كلم ، تبدء من راس الناقورة اللبنانية على البحر المتوسط وصولا لاخر حدود الجولان المحتل، اعد فيها الحزب ارضية صلبة لمعركة هي الاصعب واضعا كافة احتمالات سير المعارك ومدة استمرارها، وكيفية قدرة المقاوم عدة عديدا وتأمين طرق امداد الجبهة بخطوط مفتوحة تبدا من لبنان ولا تنتهي في ايران .
جبهة مدروسة اعدت باتقان استفادت من خبرات معارك سابقة دعمتها بتجهيزات تحاكي سير المعارك ، احكمت فيهم المقاومة سيطرتها النارية داخل فلسطين المحتلة بعمق خمسين كيلومترا بعد ان افقدت العدو الاسرائيلي كل نقاط القوة داخل فلسطين وعلى الحدود التي بنى عليها عقيدته القتالية واختارت اهدافها بعناية :
– ابراج المراقبة
– اعمدة التنصط
– قواعد تجسس
– مراكز القيادة العسكرية
– تدمير التحصينات
– افراغ الثكنات
شكل هذا نجاحا لحزب الله في ادارته المعركة بتحقيق اهدافها من جبهة اسناد الى رصد وضرب عقيدة الدفاع الاستراتيجية عند الغدو الاسرائيلي وتفريغها من مضمونها، مكنته من فرض معادلة صعبت على الاسرائيلي توسعة المعركة، وادخلت نتنياهو وحكومته نفق ازمات الداخل بين:
– الحكومة والمعارضة
– استقالة حكومة الحرب
– بين اعضاء الحكومة انفسهم واستقالة وزراء من حكومة الحرب
– خلاف على القرار بين السياسة والعسكر
– مواجهات مع اهالي الاسرى
– ازمة طائفة الحرديم
جبال ازمات تكدست بوجه نتنياهو فرصت نفسها على اسرائيل ، تجرعها نتنياهو وحكومته ووقف عاجزا امام تحقيق اي انجاز يواجه به مستوطنية، رغم الدعم الغربي وخط الامداد العسكري الاميركي والسياسي مع تسهيلات الحكومات العربية التي ترافقت مع ضغوط سياسية، وحركة موفدين الى لبنان وتقديم اغراءات للمقاومة لتغض الطرف عن صناعة انتصار وهمي على فصائل المقاومة يعيد لاسرائيل نوعا من مكانتها ويحفظ لنتنياهو دورا يعفيه من نهاية سياسية سوداء، تقاطع هذا مع تحريك معارضة الداخل في لبنان بدعم وتشجيع من سفارات اجنبية مترافقة بحملة تهويل ، تهدد فيها اسرائيل لبنان يوميا بحرب اجتياح بري وتدمير بناه التحية المعطلة يتزامن هذا التهويل مع تحذير امريكي غربي ينصح بعدم تورط لبنان في حرب مع اسرائيل العاجزة عن اغلاق جبهة غزة التي لا تقارن بجبهة لبنان تجهيزا وواقع قدرات ومقدرات تكلمت جبهة لبنان عن نفسها وانبا الهدهد عنها ، وكلام الصهاينة وحلفائهم ما هو الا حرب اعلامية يعمل نتنياهو ورعاته الغربيين لتحويلها قوة هدفها ردع المقاومة وتكبيلها ، وهي التي تعرف حقيقة اسرائيل والمراكز الحساسة فيها قبل ان ينبا الهدهد وتدخل يافا عقر دارها تعريها تصفع دفاعاتها الجوية تتركها مكشوفة امام عدة اسئله: – ماذا لو قرر حزب الله الدخول شمال فلسطين المحتلة وهو القادر!!؟؟؟؟
– كيف سيكون شكل كيان اسرائيل وما هو حال مستوطنية امام اي حرب برية على لبنان تجر لسقوط خمسة الاف قذيفة صاروخية على المراكز الحيوية باول لحظة وهي رهن اشارة!!؟؟
– وهل الواقع السياسي يسمح للولايات المتحدة المجاذفة بجنودها لمحرقةوهي تعرف صعوبتها وخبرت نتائجها؟؟
– من يضمن الملاحة البحرية بعد دخول البحر المتوسط المعركة وهو قرار متخذ مع اول طلقة!!؟؟
– هل يسمح الواقع الدولي لامريكا تحقيق انتصار في الشرق الاوسط يعيد هيمنتها على العالم والتحكم بنفطه!؟؟؟