أنساب

كيف نجح إدريس الأزهر في توحيد المغرب وتأسيس دولته؟

كيف نجح إدريس الأزهر في توحيد المغرب وتأسيس دولته؟

أسس إدريس الأزهر بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل الدولة المغربية وبنى عاصمتها، فاس، ليصبح رمزاً للقيادة والإدارة الحكيمة وذلك بعد اغتيال والده، حيث ظن هارون الرشيد أن نسل الأدارسة قد انقطع، ولكن ولادة إدريس الأزهر كانت بداية جديدة لاستمرار الدولة الإدريسية.

 

فتفاصيل تربية إدريس الثاني وتكوينه تشير إلى أنه كان «عارفاً بالفقه والسنة والحلال والحرام وفصول الأحكام». وقد سهر راشد مولاه على تكوينه حتى يكون منافساً جديراً للخلفاء العباسيين المعاصرين. راشد علمه القرآن والسنة والفقه والنحو والحديث والشعر وأمثال العرب وحكمها وسير الملوك وسياستها. كما دربه على ركوب الخيل والرمي بالسهام ومكايد الحرب، مما جعله مستعداً لتحمل مسؤولية الإمامة.

كما تولى إدريس الثاني مهام الإمامة وهو ابن إحدى عشرة سنة وخمسة أشهر، بعد اغتيال راشد سنة 188 هـ، وذلك تحت وصاية أبي خالد يزيد بن إلياس العبدي. وبعد بلوغه سن الرشد، بدأ إدريس بمباشرة شؤون الدولة بنفسه وسعى لنقل عاصمة دولته من وليلي إلى فاس، مستفيداً من الهجرة العربية إلى المغرب لتعزيز قوته.

ورغم التحديات والمكايد التي واجهتها الدولة الفتية، نجح إدريس في توطيد نفوذ دولته، وأسس مدينة فاس الجديدة التي أصبحت مركزاً للحكم. تعززت الدولة الإدريسية بتوافد العرب من أفريقية والأندلس، مما أكسبها سمعة كبيرة بين دول الإسلام.

كما سعى ادريس الثاني لتحويل دولته من الإطار القبلي إلى الإطار الإسلامي بالاعتماد على مساعدين ذوي علم وخبرة. اتخذ من عمير بن مصعب الأزدي وزيراً له، وعين عامر بن محمد القيسي قاضياً، واتخذ من عبد الله بن مالك الخزرجي الأنصاري كاتباً له. هذه الخطوات كانت تهدف إلى تنظيم الدولة على غرار الخلافة العباسية.

وقد واجه ادريس الثاني معارضة من قبيلة أوربة القوية ومن حاكم أفريقية ابن الأغلب، مما أدى إلى بعض الاضطرابات. ورغم ذلك، تمكن إدريس من توطيد نفوذ دولته في مختلف مناطق المغرب. اتسع نفوذ الدولة الإدريسية لتشمل مدن عديدة مثل نفيس وأغمات ونفزة وتلمسان وأصيلا والبصرة وتدغة وطنجة ومريرت وورغة ووازقور.

ولقد توفي ادريس الثاني فجأة في 10 جمادى الآخرة سنة 213 هـ / 29 أغسطس 828م، ويُعتقد أن وفاته كانت نتيجة تسمم دبره ابن الأغلب. بوفاته، انتهى الطموح الإدريسي لتأسيس دولة قوية موحدة، وبدأ الانقسام والتشتت يظهر في صفوفهم.

خلف ادريس الثاني اثنى عشر ولداً وفتاة واحدة. تولى الحكم بعده ابنه محمد الذي لقب بالمنتصر، واستمرت الدولة الإدريسية تحت قيادتهم.

 

وللسلطان ادريس الثاني أكثر من تسعة أطفال من بنت عمه سليمان. توفي إدريس الثاني عن عمر يناهز الستة وثلاثين سنة، وترك وراءه دولة قوية وراسخة، أسهمت في نشر الإسلام وتنظيم شؤون المغرب بشكل كبير.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى