المزيدتاريخ ومزاراتحوارات و تقارير
أخر الأخبار

عيون موسى.. مزار سياحي على ساحل خليج السويس

عيون موسى.. مزار سياحي على ساحل خليج السويس

سيناء – محمود الشوربجي

عيون موسى في جنوب سيناء مقصد للسياحة الدينية والاستشفائية والزوار والمستكشفين، وهي عيون مائية عذبة تضم 12 واحة يعتقد أنها تعود إلى عهد النبي موسى، تقع شرق محافظة السويس بالقرب من منطقة رأس سدر بجنوب سيناء بمصر على بعد 35 كيلو متر من مدينة السويس و25 كم من نفق أحمد حمدي على طريق نفق أحمد حمدي – شرم الشيخ، و165 كيلو مترا من القاهرة. تتوسط العيون مدينتي السويس ورأس سدر وتتبع إداريا إلى محافظة السويس.

تعتبر (عيون موسى) من المناطق السياحية ذات الطابع المميز يزورها السائحون في طريقهم إلى شرم الشيخ، تتسم بجمال مناخها ومناظرها الخلابة المطلة مباشرة على ساحل خليج السويس وتضم أشجار النخيل والحشائش الكثيفة بالإضافة إلى عيون المياه العذبة وجميعها صالحة للشرب إذا ما تم تطهيرها ومعظم سكانها من أبناء جنوب سيناء.

التسمية

سميت عيون موسى بهذا الاسم نسبة إلى إعتقاد في الدين الإسلامي بأن هذه الواحة تفجرت منها 12 عينا للمياه الصالحة للشرب للنبي موسى كما ذكر في سورة البقرة في الآية 60: ﴿وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ٦٠ [البقرة:60].

هناك إشكالية تاريخية في تحديد الفترة الزمنية التي ترجع إليها تلك الآبار، يعتقد أنها ترجع في شكلها الحالي إلى العصر البيزنطي. شيدت الآبار من الحجر الجيري المحلي وهو حجر ردئ جدًا ويحتاج إلى عمليات صيانة وترميم مستمرة.

لم يتبق اليوم من هذه العيون الإثني عشر سوى خمس فقط إذ طمرت باقى العيون لعدم الأهتمام بها وصيانتها فأدى ذلك لانتشار الطحالب وأشجار البوص، وقد وُضع بجانب كل عين لافتة باسم العين وعمقها، أطلق البدو المحليين العديد من الأسماء على الآبار المكتشفة مثل: (بئر الزهر والبئر البحرى والبئر الغربي وبئر الشايب وبئر الشيخ وبئر الساقية وبئر البقباقة)، ولا يخرج الماء حاليا إلا من عين واحدة فقط هي بئر الشيخ، ويبلغ متوسط عمق العيون حوالى 40 قدم، ويجرى الآن مشروع لتطوير وتجميل هذه العيون حيث سيتم زرع المنطقة المحيطة بها وترميم العيون المتبقية وبناء معرض بجانبها يحوي الآثار التي عثر عليها في هذا المكان.

الناحية الدينية

تعد عيون موسى مزاراً دينياً هاماً جداً إذ ذكرت في القرآن في الآية التي تذكر أن الله فجر اثنتي عشرة عينا بعدد أسباط بني إسرائيل. تفجرت المياه العذبة بعدما ضرب النبي موسى بعصاه الحجر استجابة لأمر إلهي، ليشرب بنو إسرائيل من مائها العذب، بعد رحلة مطاردة من فرعون حاكم مصر في ذلك الوقت لأتباع الدين الجديد أثناء خروجه وشعب من مصر الي الأراضي المقدسة عبر سيناء.

أثبتت الدراسات الحديثة التي قام بها فيليب مايرسون أن المنطقة من السويس وحتي عيون موسى منطقة قاحلة جدًا وجافة مما يؤكد ان بني إسرائيل اشتد بهم العطش بعد مرورهم على كل هذه المنطقة حتي تفجرت لهم العيون، وقد وصف الرحالة الذين زاروا سيناء في القرنين الثامن والتاسع عشر هذه العيون ومنهم ريتشارد بوكوك، واستمر تدفق المياه بالواحة فنبتت العديد من أشجار النخيل والحشائش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى