تاريخ ومزارات

دجاجة عن النساء وديك عن الرجال.. هذه أهم مظاهر الاحتفال بـ “ينّاير”

في غضون أيام قليلة، سيتم الاحتفال برأس السنة الامازيغية الجديدة المعروفة بـ ( ينّاير )، هذا التقويم الأمازيغي يصل الآن لسنة 2973، ويعود تاريخ الاحتفال بـ “ينّاير” إلى العصور القديمة، وهو متجذر في الحكايات والأساطير الشعبية في شمال إفريقيا.

وتمثل هذه المناسبة الرابطة بين الأمازيغ والأرض التي يعيشون عليها، فضلا عن ثروة الأرض وكرمها.

وينّاير إذن هو عيد الحياة الزراعية والوفرة، كما ما وصفت ذلك الكاتبة وصال هاريز في تقرير نشره موقع “ميدل إيستآي” البريطاني.

معتقدات كثيرة حول ينّاير

ارتبط ينايّر بمعتقدات ضاربة في القدم، فمثلا يعتقد الأمازيغ أن من يحتفل بيناير سيحظى بسنة سعيدة وناجحة، ويختلف شكل الاحتفال من منطقة إلى أخرى.

كما يربط الكثيرون هذه المناسبة بإحدى الروايتين، الأولى هي الارتباط الوثيق بالأرض، باعتبار هذه الفترة بداية السنة الفلاحية.

أما الرواية الثانيةفترتبطبذكرى انتصار الزعيم الأمازيغي شيشناق على الفرعون رمسيس الثاني في مصر.

غير أن التاريخ يقف في وجه هذا الاعتقاد، لأن رمسيس الثاني مات قبل ولادة شيشناق بأكثر من مئة عام.

ديك عن الرجال ودجاجة عن النساء

يحرص سكان منطقة القبائل على ذبح ديك عن الرجال ودجاجة عن النساء، يذبحها كبير العائلة من الرجال.

وتقوم النساء بتحضير العشاء الذي يحضره جميع أفراد العائلة وسط أجواء من البهجة، حيث يضعون الحناء للأطفال.

كما يعتبر السكان هذه الطقوس فأل خير يبعد عنهم الحسد والعين، بحسب موقع web.archive.

التضامن مع الفقراء

ومن بين أهم العادات في الاحتفال بيناير التضامن مع الفقراء، حيث تقوم العائلات الميسورة بالتجمع في بيت واحد وتحضير الأطباق التقليدية.

وفي الجنوب الجزائري، يحتفل بربر الطوارق باليوم الأمازيغي في أسبوع كامل ويطلق عليه اسم ” الأسبوع الامازيغي”.

ينّاير.. باب السنة

تُعرف الأمسية التي تسبق يناير باسم “ثابورثأسغاس” أي (باب السنة).

في هذه المناسبة، تجتمع العائلات وتتشارك في وجبات تقليدية تعتمد على الكسكس أو السميد مع البقوليات.

وجبات مختلفة

الوجبة المعدة لهذه المناسبة مختلفة عن الحياة اليومية، حيث يحضر فيها طبق “إيمينسينيناير”.

وغالبا ما يستخدم لحم الحيوان المضحى الذي يسمى (أسفيل)، ويخلط باللحوم المجففة (أكيدلوه) لتزيين الكسكسي.

ويعتبر هذا العنصر أساسي في فن الطهي البربري.

اختلاف الطقوس

تختلف طقوس الاحتفال بيناير من منطقة إلى أخرى، ففي غرداية مثلا، يتم التحضير لهذه المناسبة منذ بداية شهر جانفيمن قبل العائلات الميزابية.

ويتزامن الاحتفال بـ “ينّاير” مع نهاية حصاد إنتاج نخيل التمر، حيث يُعد خطوة حاسمة في مراجعة الوضع البيئي لبساتين النخيل.

ويحضر الميزابيون في هذه المناسبة العديد من الأطباق التقليدية مثل: الشرشم، الشخشوخة، والكسكسي، والتي يتم تناولها بشكل جماعي في طبق واحد.

كما تُحضر العائلات في غرداية طبق يطلق عليه “رفس”، وهو طبق محلي ضروري خلال الاحتفال برأس السنة الأمازيغية.

يُحضرهذا الطبق من السميد والسكر والحليب والبيض، ويُطبخعلى شكل فطيرة مفتتة ومطبوخة على البخار، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.

قلب الحجارة

تعتبر عادة الـ”تيشقيفين” وهي حجارة يعمد سكان المناطق الريفية إلى قلبها في صبيحة أول يوم من يناير، من العادات الراسخة في منطقة الأوراس.

ويعتقد سكان المنطقة أن ماأسفلها يحدّدوضع العام الجديد، فلو وجد نمل كثير تحت الحجارة، فيعتقدونأنهم سيرزقون بقطيع كبير من الأغنام.

ومن عثر على حشرات ضخمة نوعا ما فسيرزق بقطيع من الأبقار.

وأما من وجد حفرا، فدليل على أنه سيحصل على غلة وافرة من القمح والشعير وسيحفظها في المطامير، بحسب الباحث محمد مرداسي.

حلق شعر المولود

احتفالا بهذه المناسبة، يحلق شعر المولود الذي يبلغ سنة واحدة من العمر.
كما تخصص له أجمل الثياب ويوضع داخل إناء واسع (قصعة)وتنثر فوقه الحلويات والسكر والبيض اعتقادا بأن ذلك يجلب له الحظ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى