حوارات و تقارير

 أزمة المياه في غزة: شبح العطش والتلوث يهدد الحياة

في غزة، تتفاقم أزمة المياه يومًا بعد يوم، حيث يشهد نصيب الفرد من المياه تناقصًا مستمرًا. وحتى عندما تتوافر المياه، غالبًا ما تكون ملوثة وتسبب الأمراض المعوية، خصوصًا لدى الأطفال. القطاع بأكمله يعاني من نقص حاد في المياه النظيفة الصالحة للشرب.

منذ اندلاع حرب السابع من أكتوبر في فلسطين بين الاحتلال الإسرائيلي وقوات المقاومة الفلسطينية، يواجه قطاع غزة العديد من الأزمات، على رأسها ندرة المياه الصالحة للشرب. الأهالي يضطرون للنزوح من مكان إلى آخر بحثًا عن الأمان والمياه النظيفة، سواء في الجنوب أو الشمال.

 غزة تحت حصار العطش

أوضح عدنان أبوحسنة، المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أن الوضع في غزة أصبح خطيرًا للغاية، مع نقص حاد في المياه الصالحة للشرب في معظم المناطق. توقفت محطات تحلية المياه عن العمل بسبب نقص الوقود وقطع الغيار، مما اضطر الأهالي للمشي لكيلومترات للحصول على جالون مياه واحد.

أدى هذا إلى لجوء السكان لاستخدام المياه الملوثة ومياه البحر للاستحمام والغسيل، في ظل تلوث المياه الجوفية بمياه الصرف الصحي دون أي عملية تنقية.

 الأمراض تنتشر بين الأطفال

المياه الملوثة تسببت في انتشار العديد من الأمراض بين سكان غزة. سليم عويس، مسؤول الإعلام في منظمة اليونيسيف، أكد أن القطاع يعاني من شح المياه الصالحة للشرب، حيث وثقت المنظمة حوالي 360 ألف حالة مصابة بأمراض معدية ومعوية حتى ديسمبر الماضي، منها الجدري والإسهال والملاريا والسحايا، ويعتقد أن العدد الفعلي أكبر بكثير.

 قصص من الواقع

إيمان إسماعيل، إحدى النازحات في فلسطين، تعتمد على مياه البحر وتقوم بغليها لتقليل نسبة الملح قبل إعطائها لأطفالها، ومع ذلك يعانون من الإسهال والأمراض المتعددة. تقول إيمان: “لم يعد هناك منفذ للمياه الصالحة للشرب، فمحطات المياه أصيبت بالقصف الإسرائيلي، لذلك لا يوجد أمامنا حلول سوى تناول المياه الملوثة أو تحلية مياه البحر وكلاهما يسبب الأمراض.”

في ظل هذه الظروف القاسية، يعيش سكان غزة كابوس العطش والتلوث، حيث أصبحت المياه النظيفة حلمًا بعيد المنال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى