تاريخ ومزارات

 غزوة ودان: أولى المعارك النبوية ومعاهدة سلام

تعتبر غزوة ودان، أو معركة الأبواء، أولى المعارك التي خاضها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في شهر صفر من العام 2 هـ (623 م). وقعت هذه الغزوة في منطقة ودان. التي تقع على بعد 12 كيلومترًا إلى الجنوب الشرقي من مستورة،. وتبعد عن المدينة المنورة حوالي 250 كيلومترًا. أما الأبواء. فهي وادٍ في الحجاز على بُعد 28 كيلومترًا إلى الشرق من مستورة و43 كيلومترًا عن رابغ، ويحتوي على قبر آمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم.

 بداية الغزوة وأهدافها

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ودان بعدما بلغه مرور قافلة تجارية لقريش في الأبواء ووجود بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة في المنطقة. استخلف النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة رضي الله عنه على المدينة، وتوجه بجيشه حتى وصل إلى ودان. وهي قرية تقع بين مكة والمدينة.

 معاهدة السلام مع بني ضمرة

عندما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني ضمرة، وادعته القبيلة بواسطة زعيمهم مخشي بن عمرو الضمري. على أن لا يغزوهم ولا يغزوه ولا يكثروا عليه ولا يعينوا عليه أحدًا. كتب النبي صلى الله عليه وسلم معهم كتابًا بذلك. وفاتته القافلة القرشية فعاد إلى المدينة دون قتال. لكنه أقام في الأبواء بقية شهر صفر وعاد في ربيع الأول.

لواء الغزوة ومدة الغياب

كان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة أبيض اللون. يحمله عمه حمزة رضي الله عنه. استغرقت غيبته عن المدينة خمس عشرة ليلة. تعرف هذه الغزوة أيضًا باسم “غزوة الأبواء” لقرب المسافة بين ودان والأبواء.

 روايات المؤرخين

ذكر الطبري في “تـاريخ الأمم والملوك” وابن هشام في “السيرة النبوية” تفاصيل الغزوة، حيث خرج النبي صلى الله عليه وسلم لملاقاة قريش وبني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وادعت بنو ضمرة الرسول صلى الله عليه وسلم بقيادة سيدهم مخشي بن عمرو، فعاد النبي إلى المدينة دون أي قتال.

 السرايا المرافقة

بعث النبي صلى الله عليه وسلم خلال مقامه في المدينة عبيدة بن الحارث بن المطلب في سرية مكونة من ثمانين أو ستين راكبًا من المهاجرين. لقيت السرية جمعًا من قريش بأسفل ثنية المرة، ولم يكن بينهم قتال، إلا أن سعد بن أبي وقاص رمى سهمًا كان أول سهم رُمي في الإسلام. فر من المشركين إلى المسلمين المقداد بن عمرو وعتبة بن غزوان.

بعث النبي أيضًا حمزة بن عبد المطلب في سرية أخرى إلى سيف البحر، حيث لقي أبا جهل بن هشام في ثلاثمائة راكب من أهل مكة. حال مجدي بن عمرو الجهني بين الفريقين فلم يقع قتال.

تعتبر غزوة ودان محطة مهمة في بداية السيرة النبوية العسكرية، حيث أظهرت قدرة النبي صلى الله عليه وسلم على قيادة الجيش وإبرام المعاهدات السلمية مع القبائل المجاورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى