سفاح التجمع والقتلة المتسلسلون.. كل ما تريد معرفته عن جماعة الخناقين
أميرة جادو
تواصل حكاية “سفاح التجمع”، الذى ارتكب العديد من الجرائم الغريبة بشكل متسلسل، إثارة الفزع فى الشارع المصرى، حيث يعتبر هذا النوع من الجرائم غير منتشر ولا يعرفه المصريون، لكن العالم عرف الكثير من هذه الجرائم، فهل سمعتم من قبل عن جماعة “الخناقين”؟
القتلة المتسلسلين
ووفقاً لما ذكره كتاب “هوايتي القتل.. كيف يفكر القتلة المتسلسلون” لـ محمد أمير، فأن مصطلح “قاتل متسلسل” أمر مستحدث، لكن في التاريخ من يضاهي بشاعة القتلة المتسلسلين ويفوقهم عددًا من حيث أعداد الضحايا، بالطبع لا يعرف القتل بلدًا أو جنسية، فهي طبيعة موروثة في البشرية منذ قتل قابيل أخاه.
جماعة الخناقون
وهذا يذكرنا بما حدث في أقصى شرق قارة آسيا، وتحديدا في الهند بين عامي 1704 و 1809، حيث ذاع اسم عصابة من القتلة، والتي جاء منها مصطلح سفاح Thuggee اسمها “الخناقون” في الإنجليزية، وهنا نحن نتحدث عن عصابة كاملة من السفاحين وهو أمر غريب على القتل المتسلسل، فمن المعروف أن القتل المتسلسل يتم عن طريق فرد إلى أربعة أفراد بحد أقصى، لكننا هنا نرى صابة كاملة، طائفة ابتدعت القتل المتسلسل، يتزعمها قائد يسمى “توج بهرام”.
استمرت على مر التاريخ
والجدير بالإشارة أن هذه الجماعة الدموية استمر وجودها على مر التاريخ واشتهرت بقطع الطرق والقيام بخنق المسافرين عبر الهند، وعلى مدار قرون نشطت حركات تلك الطائفة وازداد عددها، وانضم لها الخارجون عن القانون حتى غير الهندوس، وكانوا مصدر قلق دائم الجميع سكان الهند.
بالإضافة إلى أن تلك الطائفة كانت سرية جدا، وكانوا يتصيدون المسافرين كثيرًا، يسرقونهم ثم يقومون بخنقهم ومن ثم دفنهم، وكانوا حذرين جدا، ولم يتم كشفهم مطلقا وقتها بالرغم من محاولات بعض الحكام الهنود كشفهم وتوقيفهم بلا جدوى.
جرائمهم لم تكشف
كما أن جرائمهم كان يتم كشفها بعد مرور وقت كبير فيصعب على رجال التحقيق البحث، وكانوا يتحركون في سرية تامة، ولأن الأمر نابع عن إيمان ديني فقد كانوا يحافظون على سرية تحركاتهم وهجماتهم، حتى وإن تم القبض على فرد أو اثنين كل حين، فلا يعترف بشيء تحت أقسى أنواع العذاب الجسدي والنفسي، حاولوا كثيرًا وفشلوا، شكلت الطائفة رعبا مهولا الجميع المسافرين، خاصة المتنقلين بين الأقاليم والقرى؛ فقد كانوا صيدا سهلا هم.
خطة هجوم الخناقين
كانت خطط الهجوم الخاصة بالخناقين معقدة جدا، حيث إنها تتم عن طريق خطوات مدروسة بعناية حتى لا يتم كشفهم أبدًا.
الخطوة الأولى، هي جمع المعلومات، فقد كانوا يبثون أفرادا من الطائفة بين الناس في الأسواق والفنادق والحمامات العمومية والشوارع وخلافه يستمعون جيدًا إلى أخبار القوافل والمسافرين، ويجمعون المعلومات اللازمة عن كل فرد ينتوي السفر، وكان الخناقون يفضلون الأغنياء، ولذلك كان عليهم تحديد ماهية حياة كل فرد يتم تحديده واستخلاصه من بين القائمة التي يجمعونها في المرحلة الأولى.
التنكر والانتشار
الخطوة الثانية، يبدؤون في التنكر والانتشار المعرفة كل شيء عن الضحية، كل تحركاته ومعارفه، كانوا يتنكرون في هيئة متشردين أو أصحاب عاهات أو متسولين أو حتى نزلاء في الفنادق أو تجاري و كانت تلك هي المهمة الثانية وهي الاستقصاء التام عن الضحية حتى لا يقع خطأ يؤدي إلى يكشف أمرهم.
علاوة على ذلك، كانوا يسترقون السمع لكل شاردة وواردة بين القوافل والمسافرين حتى يتمكنون من تحديد القافلة الأسهل للسرقة، يستمعون إلى التجار حراس القوافل والسائقين والدليل، ثم يقومون بتنقية القائمة شيئًا فشيئًا حتى يضعوا عينهم على قافلة بعينها.
الاندساس بين القوافل
وفي هذه المرحلة تبدأ الخطوة التالية، ألا وهي اختيار بعض الأفراد من الطائفة للاندساس في القافلة على أي هيئة كانت تارة تجدهم بعض المسافرين وتارة بعض الحجاج، وتارة تجارا، أو حتى من رجال الدولة وحاكميها، حتى إنهم يصطحبون نساءهم وأطفالهم معهم لحبك القصة، ثم يقومون بالاختلاط مع المسافرين وتبادل الأحاديث بينهم وتكوين الصداقات حتى يثق المسافرين بتلك الفئة.
بعدها يقوم باقي أفراد الطائفة، بمرافقة القوافل، ولكن في سرية بدون أن يثيروا الريبة من الخلف يقتفون آثارهم، كان الخناقون يحددون نقاطا مهمة على الطريق يسمونها “بيلي”، وهي نقاط يحفظونها ويختارونها بعناية حيث كانت تمتلئ بالكهوف أو المنحدرات والسكك، وأماكن يستطيعون فيها تورية الجثث بعد قتلهم، وهي مناطق مقفرة خالية من البشر حتى يتسنى لهم التلذذ بالقتل، يختبئ فيها باقي أفراد الطائفة، هنا نحن نرى أنهم قد انقسموا إلى ثلاثة مجاميع مندسين مع القافلة، ومراقبيها ومنتظريها.
آخر مرحلة
وبعد تنفيذ كل هذه المراحل، ويأتي الليل بظلامه وهدوئه، تبعث المجموعة المندسة في القافلة إشارة استعداد لباقي المجاميع عن طريق غيمة صغيرة من الدخان يقومون بإطلاقها في الهواء ليراها بقية الفريق، فيتداركوا ساعة الصفر ويستعدوا للاشتباك والهجوم.
والجدير بالذكر أنهم حين يبعثون بالإشارة تقوم المجموعة التي انضمت إلى القافلة بالتطبيل والغناء فجأة بأي حجة وبصوت عال، ليشتتوا تركيزهم عما يدبر لهم في الخفاء، وحتى يصرفوا عيونهم عما يحدث حينها تتسلل المجموعة الثانية التي تتبعهم في الخلف إلى القافلة سرا، يطوقونهم ولا يتركوا لهم سبيلا لهم للهرب، ثم ينقض الخناقون على المسافرين ليبدأ بخنقهم ولا يتركونهم إلا جثثا هامدة، واحدا تلو الآخر حتى يقتلوهم عن بكرة أبيهم.