تاريخ ومزارات

مهنة “صباغة الملاحف” في موريتانيا.. لوحات فنية تزين أجساد النساء

أميرة جادو

تعد مهنة الصباغة من المواهب التي تتفتق فيها الأذهان عن تفاصيل وتنوع الخياطة لأشهر الملابس النسائية في البلاد وتنتقل بكل فخر واعتزاز عبر الأجيال في مدينة كيهيدي، عاصمة ولاية كوركول، حتى باتت تعرف المدينة باسم “عاصمة الألوان الزاهية” لما تسطره سيداتها من عبقرية فذة تجسد موهبة حباهن الله بها، وهذا ما جعل هذا العنصر المحلي شائعًا في عدة مدن أخرى.

تشتهر مدينة كيهيدي الواقعة على ضفاف نهر السنغال جنوب موريتانيا، بجودة صباغتها المتميزة بألوان وأشكال مختلفة تشكل طابعا خاصا صار ماركة معروفة لدى من يهتمون بهذا المجال، حيث تحمل اسم المدينة وتزيد قيمة الثوب سواء كان ملحفة أو دراعة.

“مهنة نسائية فريدة”

وتشير الأسواق والشوارع المزدحمة بمروجي الملاحف إلى تعدد المشتغلين في فن الصباغة والتطريز من النسوة، مما جعل سوقها وجهة مفضلة من شتى الولايات وخاصة العاصمة نواكشوط لشراء الملاحف متنوعة الاشكال والتصاميم والزخرفة وبتسميات متعددة لافتة تأخذ رواجها أحيانا من أحداث وطنية ودولية مستجدة .

كما تتمتع ملاحف كيهيدي برونق ولمعان خاص وفريد مما يجعلها موضع اهتمام كبير في هذه المدينة. حيث تعتبر الصباغة العامل الأساسي الذي ترتكز عليه هذه الميزة ذات الشكل واللون الفريد من نوعه. وتوفر النسوة معيلات الأسر منذ عقود عينات من الملابس متعددة الألوان في سوق المدينة تؤمن من خلالها ظروف عيش ملائمة.

والجدير بالإشارة، تعد موريتانيا أهم مصدر للملاحف التي تعتبر الزي النسائي لسكان الصحراء الكبرى من الساقية الحمراء إلى جنوب الجزائر إلى النيجر مرورا بشمال مالي، ورغم أن الأسواق الموريتانية تزخر بمختلف أنواع الملاحف المستوردة، إلا أن الملاحف المصبوغة محليا تحتل صدارة اهتمام النساء وهي الأغلى سعرا والأكثر رواجا.

تدخل الملحفة للصباغة وهي قطعة قماش بيضاء وتخرج تحفة تكسو من ترتديها رونقا وبهاء، وتتخذ الملاحف أشكالا وألوانا مختلفة، وتبعا لذلك تتنوع أسماء الملاحف حتى أنها  قد تحمل اسم مسلسل تلفزيوني أو بطلة مسلسل مدبلج مثلا، أو اسم موضع شهد حدثا، وقد تحمل اسم حدث ما أو شخص شهير ساهم في حدث متزامن مع ظهور الثوب في السوق.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى