المزيدحوارات و تقاريرمنوعات
أخر الأخبار

الأواني الفخارية بسيناء.. تراث في طريق الزوال

الزير والجرة والإبريق والقلة.. أبرز أواني حفظ الماء باردًا

شبه جزيرة سيناء – كتب: محمود الشوربجي (باحث متخصص في التراث السيناوي)

منذ بضع سنوات مضت كان لا يخلو بيت سيناوي إلا وأن تجد في داخله الأواني الفخارية المصنوعة من الطين المحروق بجميع أحجامها وأشكالها والتي انتشرت صناعتها منذ القدم، لكن البيوت السيناوية تميزت باستخدام هذه الأواني في عدة أغراض مختلفة كان أبرزها الأواني التي كانت تستخدم لحفظ الماء.

وفي موضوع سابق ذكرنا فيه مصادر المياه القديمة بسيناء.. كان أبرزها “العين.. العِدّ.. الثميلة.. المشاش.. السد.. المكراع.. الهرابة» وهي مصادر جمع وتخزين المياه من الأمطار وكذلك «البئر.. النَّقْع.. الغدير.. الصِّنْع.. الحمام.. الغراب.. البِرْكَة.. السَبيل.. الخزان» طرق السيناوية لحماية أنفسهم من الهلاك.

أما الأواني الفخارية التي استخدمها الأهالي في سيناء بعد الحصول عليها من مصادرها المختلفة كانت أبرزها:

الزير الفخاري

الزير الفخار: وهو أسطواني الشكل تتسع في وسطها، وتضيق قاعدتها الدائرية، ولها عنق دائري أطول قليلا من عنق الجرة، ويغطونه بلوح خشبي أو غطاء مصنوع من سعف النخيل كغطاء واقي له، ويستعمل لحفظ ماء الشرب، بعد أن يأتون به من الآبار والينابيع. ولا يزال الزير الفخار موجود في شوارع رئيسية في سيناء لوضع الماء لعابري السبيل ولكنها نادرة جدا، كان الأهالي يضعون أعلى غطاءه إناء صغير يسمونه “الكوز” وفي الشام يطلقون عليه “الكيلة” وهو دورق صغير مصنوع من الألمونيوم مخصص لانتشال الماء من الزير والشرب منه. ومؤخرًا بعض الناس وضعوا في أسفلة صنبور (حنفية) للشرب.

الجرة الفخارية

الجرة الفخارية:  ولها أحجام متعددة بحسب استخداماتها؛ وحينما استطلعت أحد البيوت الطينية بالعريش لإعداد دراسة عنها لاحظت أن منها الجرار الكبيرة التي توضع في البيت ولا يستطيعون نقلها لكبر حجمها وهي تختلف عن الجرار الأخرى الصغيرة المتنقلة. والجرة الكبيرة توضع في ركن داخل البيت كان أغلبها بالقرب من الباب الخارجي للمنزل، وعندما سألت أحد الأهالي والأجداد عن سبب وضع الجرة الكبيرة في ركن بالقرب من الباب الخارجي قال لعدة أسباب أهمها لعابري السبيل حيث أن في أي وقت كان الذي يغلبه العطش يمكنه طرق باب جاره لشرب الماء فيجد الجرة أمامه، وثانيها لأن الناس كانوا يأتون بالماء من خلال الجرار الصغيرة فيسكبونها في الجرة الكبيرة التي تقع بقرب باب البيت؛ وهي تختلف عن الزير في حجمها الضخم وفي أن الزير له عنق أعلاه  أما الجرة، فليس لها عنق.

الجرة الفخارية الصغيرة

أما الجرة الصغيرة الفخارية المتنقلة فهي شبه اسطوانية لها رقبة وفوهتها ضيقة وقاعدتها دائرية يحملنها النساء على رؤوسهن لنقل المياه؛ كان أهل الشام يطلقون عليها “العسلية” أما أهالي سيناء كانوا يطلقون عليها “الجرة الصغيرة”.

الإبريق الفخاري

الإبريق الفخاري: وهو من الأواني الصغيرة المتنقلة ويخرج من أصلها أنبوب صغير في جانبها وعلى جانبها الأخر مقبض على شكل نصف دائرة، قيل أنها تتسع لوضع نحو لترين من الماء داخلها، ويجلبها الناس معهم أثناء التنقل ورأيتهم يغطونها بقطعة من القماش “الخيش” أو من القماش المخصص للطرح التي يغطي بها النساء رؤوسهن.. كما صُنع من هذا الشكل إبريق فخار أصغر منه كان مخصصًا للأطفال. أما الإبريق الفخاري أسمر اللون كانوا يخصصونه للاستخدام في دورات المياه والغسيل وليس للشرب.

القلة الفخار

القُلة الفخارية:  أداة فخارية لها عنق دائري بحجم كف اليد، لحفظ الماء مدة ساعات ويتم الشرب منها مباشرة، كان أهالي سيناء يضعون على فوهتها عُرف صغير من عشب النعناع وغيرهم كان يضع خصلة من شجر الريحان الذي يعطر الفوهة الخاصة بها، قال لي الأجداد أن شجر النعناع والريحان على فوهة القلة يطرد الذباب والحشرات، كذلك كان بعض الناس يصنعون كرة صغيرة من ليف النخيل ويغطون بيها فوهة القلة لعدم دخول أي حشرات أو زواحف. ورأيت الناس يضعونها في مربعات داخل حائط بيت الطين القديم الذي كان مخصصًا لذلك، وهو تجويف صغير في جدار المنزل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى