صوت القبائل العربية تتقصى تاريخ درب الحج القديم في مصر.. عُمره يتخطى 1400 عام
تاريخ درب الحج المصري القديم في سيناء.. عُمره أكثر من 1400 عامًا
كسوة الكعبة مظاهر تراثية لتاريخ عربي إسلامي
صوت القبائل العربية تتقصى تاريخ درب الحج القديم في مصر.. عُمره يتخطى 1400 عام
مازالت شبه جزيرة سيناء المصرية تُشكل معبراً هاماً للزوار إلى البلدان المجاورة وكذلك للحجاج المصريين وغير المصريين القادمين من الغرب من خلال هذه البقعة المقدسة، ومازال خليج العقبة يشرف على عبور الحجيج في الوقت الحالي حتى وبعد تطور وسائل النقل والمواصلات عن ذي قبل.. وإلى التحقيق..
سيناء – تحقيق: محمود الشوربجي
تتزين الأراضى السعودية الحجازية – كل عام – وتزدهي بقدوم حجاج بيت الله الحرام من كل حدب وصوب فى الوطن العربى والعالم الإسلامى ، وتتهيأ يثرب ” المدينة المنورة ” لاستقبال موسم الحجيج حيث قبر النبي محمد “صل الله عليه وسلم” ، وحيث البقيع وقبور الصحابة والأنصار ، أما مكة فتكاد لا تنام حيث تتهيأ الأماكن المقدسة للعرس الإلهي السنوي الذى دعى إليه المولى عز وجل فى كتابه العزيز حين قال: ” وأتموا الحج والعمرة لله” . صدق الله العظيم.
أولى دروب الحج المصري
وادي الحاج” أولى دروب الحج المصري القديم في شبه جزيرة سيناء في القرنين الماضيين وماقبلها ..
ويبدأ وادي الحاج من مرتفعات جبل الحيطان أحد فروع جبال الراحة في وسط شبه الجزيرة. ويسير متعرجاً نحو الجنوب الغربي وينتهي في الترعة المسماة بترعة السويس. وأحياناً يغور في الرمال قبل وصوله الترعة حتى أنه يُكَوِّن بركة واسعة من المياه في ذلك المكان. تدوم أيام ثم تجف قيل سُمي الوادي بذلك لأنه أول وادٍ يلاقيهِ الحج المصري في طريقةِ من السويس ويسير فيه من مصبهِ إلى رأسهِ عند “شَرَفة الحاج”. ويعرف هذا الوادي في أعلاه “بوادي الحيطان” لأنهُ في أعلاه، من “شَرَفة الحاج” إلى “مفرق وادي الحاج” مسيرة ساعة ونصف ساعة ، يجري بين جبلين قائمين عن جانبيهِ كحائطين عظيمين.
ولقد عبرت هذا الطريق في عام 2009م بداية من مدينة السويس عند نفق “الشهيد أحمد حمدي” في رحلة قصيرة. بدأت من مدينة القنطرة شرق إلى السويس بمحاذاة قناة السويس ماراً بأراضي بدو العيايدة حتى وصلت إلى “المفارق”. عندها استراحة مخصصة للمسافرين شرق السويس في شبه جزيرة سيناء. قيل عُرفت هذه المفارق قديماً بـ “مفرق وادي الحاج” حيث عندها تفترق الطرق. طريق تذهب مع وادي الحاج غرباً وتسير في بطن الوادي بين الجبال والكثبان الرملية القريبة من قناة السويس. قيل كان هذا الطريق هو درب الحج المصري القديم في القرن التاسع عشر وما قبله. وطريق تنحرف يساراً متخللة عدة أودية حتى تمر بوادي الراحة إلى أن تصل شط السويس. وهي طريق مختصرة كان يمر من خلالها الحجاج المصريين وخاصة المترجلين منهم .
بينما “شَرَفَة الحاج“ كانت مكاناً شهيراً معروفاً حينما كان الدرب المصري عامراً بمرور الحجاج المصريين من خلاله. كما ذكرها نعوم بك شقير في كتابه “تاريخ سيناء” أعلى نقطة في وادي الحيطان فإذا انتهى الحاج من وادي الحيطان إلى هذه النقطة انكشفت لهُ البلاد من الشرق وأشرف على بلاد التيه العظيم ومن ذلك اسمها .
قرية وادي الحاج
قرية وادي الحاج يسكنها فرعاً من فروع قبيلة الترابين المعروفة .. القوات المسلحة نفذت بئر أعماق لري المناطق الزراعية في القرية والاستفادة منها في الأغراض الصناعية.
“قرية وادي الحاج“ وهي قرية صغيرة في وادي الحاج سالف الذكر يسكنها فرعاً من فروع قبيلة الترابين المعروفة. والقرية بها نحو 40 بيتاً مبنية من الطوب الاسمنتي وغالبها أرضية البناء. كما في القرية مدرسة تدعى “مدرسة وادي الحاج الابتدائية والاعدادية”. والمدينة تبعد عن مدينة العريش بنحو 280 كم تقريباً. وفي القرية أيضا وحدة صحية. وفي نهاية عام 2013 الماضي تم إمداد القرية بمكاينة كهرباء قدرة 100 كيلو وات / الساعة. كما زرعت الشركة نحو 30 عامود كهرباء جهد منخفض شاملة القرية وتجمعاتها. حيث شرعت القوات المسلحة بتنفيذ بئر أعماق لري المناطق الزراعية في القرية والاستفادة منها في الأغراض الصناعية.
هذا ولوادي الحاج أربعة فروع تصب فيه يميناً ويساراً وهم : «وادي أبو صوَّان» ويأتي وادي الحيطان من جانبه الغربي ويصب فيه عند قبر أبوبراطم.
«وادي الطوال» وينشأ من منحدرات جبل أبو صوان الغربية ويسير متعرجاً إلى أن يصب في وادي الحاج على نحو 35 كم من السويس.
«وادي الجايفي» ينشأ من جبل الراحة ويصب في وادي الحاج عند مفرق وادي الحاج . أما «وادي أبو ينتون» ينشأ من جبال فُرَيشات الشيخ ويصب في وادي الحاج عند فشحة الحاج.
كسوة الكعبة تاريخ ممتد وحضارة عريقة :
فى كل عام يتم تجديد كسوة الكعبة المشرفة منذ عهد سيدنا اسماعيل والذى يقال أنه كساها مع أبيه سيدنا ابراهيم عليهما السلام ، أما أول من كساها – كما تذكر المراجع التاريخية فهو ” عدنان بن أد ” الجد الأعلى للنبى ص. أو ” أسعد أبوكرب ” ملك حمير ( اليمن ) والمعروف ياسم ” تبّع حمير ” وهو أول من كساها بالخصف ثم بالمعافير والملاء والوصائل بعد غزوة يثرب وذلك قبل الهجرة بحوالى 220 عاماً ، وتبعه بعد ذلك خلفاؤه. ثم تولت قريش أمر الكسوة بالتعاون مع بقية القبائل حتى جاء ” أبوربيعة بن المغيرة المخزومى “. وكان غنياً فاحش الثراء فقال : أكسوها عاماً ، وتكسوها قريش عاماً ، وكان يكسوها بالجلد ، لذا لقب بالعادل. ثم كستها أم عمربن الحكم السلمى بشعر وبر الجمال ، كما كساها ” خالد بن جعفر بن كليب ” بالديباج .
وتصنع الكسوة الخارجية من الحرير الأسود وتجدد سنوياً ، أما الكسوة الداخلية فتصنع من الحرير الأحمر ، وتجدد كلما بليت، أما كسوة الحجرة النبوية الشريفة فتصنع من الحرير الأخضر المطرز باللون الأبيض ومكتوب فوقها : ” لا اله الا الله محمد رسول الله ” .
والمحمل – كما يقول المؤرخ : حاتم عبدالهادى السيد : عادة عربية قديمة ارتبطت بوجود الجمل فى الجزيرة العربية حيث استخدم الجمل فى حمل لهدايا الى الكعبة قبل الاسلام ، ولقد أر سل النبى محمد صلى الله عليه وسلم المحمل بهدايا الكعبة عام 9هـ فى أول الحكم الاسلامى عندما نزلت فريضة الحج . ولقد كان الحجاج بن يوسف الثقفى أول من سيّر المحمل الشامبالى الحجاز منذ عام 72هـ -74 هـ .
ولقد كانت هناك سبعة محامل عربية تصل الى مكة كل عام غير المحمل المصرى وهى : المحمل الشامى ، العراقى ، اليمنى ، المغربى ، التركى ، التكرورى ، المغربى ، الشمبالى ولقد تميز المحمل المصرى بالتفوق فى الصناعة والتنظيم والاحتفال .
كما برز لقب أمير الحج وكان الخليفة أبوبكر الصديق رضى الله عنه أول أمير للحج الإسلامى عام 9هـ ، ثم توالى الأمراء من الدول الأخرى .