حوارات و تقارير

من وحي مسلسل “حق عرب”: كل ما تريد معرفته عن “البشعة”..كيف تستخدم وسبب التسمية

أميرة جادو

يعتبر مسلسل “حق عرب” من مسلسلات التي تعرض خلال الموسم الرمضاني 2024، وقد سلطت أحداث الحلقات السابقة الضوء على البشعة، وذلك حينما طلب عبد ربه “رياض الخولي” من عرب “أحمد العوضي” وضع “البشعة” على لسانه، بعدما ذهب “عبد ربه” إلى الدجال وأخبره أن لديه شك كبير في “عرب” أحمد العوضي “أنه من أحرق محله، فكان اقتراح الدجال أن يخضع عرب للبشعة.

ما هي البشعة؟

وفي هذا الصدد، كشف الباحث في التراث البدوي لقبائل مصر وفلسطين والشام، “جهاد أبو غرابة الناصري”، أن “البشعة” تعد شرط من شروط التحكيم القبلي بين البدو المتنازعين في الصحراء الشرقية لمصر، في مناطق ومحافظات سيناء والإسماعيلية والشرقية، عادة لا تزال موجودة، ويلجأ من خلالها الطرفان إلى النار لفصلهما، ويلعقانه أمام محكم متخصص يدعى “مبشع”، المكلف بفرض حكم القضاة العرفيين.

وتابع “جهاد”، أن مهمة “المبشع” ليست هينة، ولا يمكن لأحد القيام بها، فهي موجودة مصر في الوقت الحاضر، لدى أبناء قبيلة “العيايدة”.

وأشار “جهاد”، إلى إن “البشعة”، هي محكمة عادية يوجه فيها اتهام معين من جهة إلى الآخر يتم إثباته أو نفيه، عن طريق لعق المتهم قطعة حديدية تتوهج حرارة، وهناك بشعة قديمة كانت تتم بإبريق الماء، ولكنها اختفت.

سبب التسمية

كما أضاف “جهاد”، أن اسم “البشعة”يرجع إلى بشعة الموقف، حيث يجد المتهم نفسه في موقف صعب ومخيف، علاوة على أنه يعد لحظة حاسمة في تقرير مصير قضيته.

ونوه “الباحث في التراث”، بأن “البشعة” تعتبر بمثابة المحكمة النهائية، التي لا تقبل النقض أو الاستئناف إذا كان الشخص الذي ثبتت براءته أو ذنبه، ولا يحق له مواصلة الإجراءات القانونية مع خصمه، ولكن يمنح خصمه حقه أو حرمانه من حقه إذا كان بريئا لقاء التشهير والاتهام بالباطل.

قضايا البشعة

ولفت “الباحث”، إلى أن هناك العديد من القضايا والموقف التي يلجأ فيها المتخاصمين إلى “البشعة”، منها حالة القضايا التي لا يوجد فيها شهود أو دليل واضح، كقضايا القتل العمد والسرقة، عندما يمثل الطرفان أمام قاضٍ، وينكر أحد الطرفين الاتهام ضده من قبل خصمه أو المدعي أو المدعى عليه (إذا كان متأكدًا من براءته) أو يسأل القاضي أن القضية يجب نقله إلى المبشع، حيث لا يستطيع أي طرف إثبات الاتهام أو نفي التهمة.

إذا رفض الخصم البشعة

وأردف “الباحث”، أنه في حالة امتناع أحد المتخاصمين عن الذهاب لـ “البشعة” أو رفضه لاستخدامها لحل النزاع والفصل بينهم، يتم تقديمهم أمام كبار القضاة (أو الضريبية في بعض القبائل) لتحديد ما إذا كانت القضية ستنتهي باللجوء لـ “البشعة” أم لا.

وتابع “جهاد”، أن “البشعة” تقتصر على قبائل معينة، ويتوارث بها قبيلة واحدة فقط، وهؤلاء “المبشعون” معترف بهم بين القبائل، ولا يمكن لأحد آخر أن يصبح “مبشعاً”.

صفات المبشع

وأوضح “جهاد”، أن “المبشع” يجب أن يكون لديه الكثير من الصفات الطيبة، منها الصلاح والتقوى وطابعه الروحي والديني الذي يتجلى فيه، وصدقه حتى لا يكذب إطلاقا، ومعرفته غير العادية ببواطن الأمور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى