هجرة سيدنا إبراهيم وعائلته إلى بلاد الشام ..اعرفها
يشكل موضوع الهجرة والتضحية له والتفاني في طاعة الله جوهرًا أساسيًا في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام وعائلته. في موضوعنا، نستعرض فترة حياة سيدنا إبراهيم، والتي شهدت لحظات فاصلة تجسدت في تجربة الهجرة والتضحية. وكذلك في تحمُّل الصعاب والاختبارات التي واجهها مع أسرته. سرد هذه القصة يسلط الضوء على رحلة الإيمان والثقة العمياء بالله، وكيف أن الطاعة والاستسلام لأوامر الله تعالى كانت مفتاح السعادة والنجاح في نهاية المطاف.
بعد مضي عشرين عامًا من استقرار سيدنا إبراهيم عليه السلام في بلاد بيت المقدس، طلبت السيدة سارة منه أن يزوجها بخادمتها هاجر. فأنجبت هاجر ابنًا لإبراهيم، وهو سيدنا إسماعيل عليه السلام، في حين كان إبراهيم يبلغ من العمر 86 عامًا.
بعد فترة، بشر الله إبراهيم بولادة ابن آخر من سارة. وهو سيدنا إسحاق. فأصابه شعور بالفرح الشديد حتى خر ساجدًا شاكرًا لله. وليس بعد ذلك إلا 13 عامًا حتى ولد إسحاق.
قد ورد في الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عباس. أن أول ما اتخذته النساء من زينة كان الحزام وما يُشَد به الخصر، وذلك استنادًا إلى منطق ابنة هاجر التي استخدمته لتُعفي أثرها على سارة.
وقد أمر إبراهيم سارة بأن تختن أذنيها كوسيلة للتعبير عن الرضا. بينما كانت هاجر أول امرأة تختن في الإسلام.
وعلى الرغم من ذلك، زادت غيرة سارة، وأخرج إبراهيم هاجر وإسماعيل إلى بلاد مكة المكرمة، حيث تركهما في وادٍ خالٍ من البشر والمباني، وكانت هاجر أول من جلس تحت شجرة الدوحة عند ينبوع زمزم.
هاجر وإسماعيل في ظل الوعد الإلهي
وبينما كان إبراهيم يغادرهما، سألته هاجر: “إلى أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي لا يوجد فيه أحد؟” فلم يرد عليها، حتى قالت: “هل هذا أمر من الله؟” فأجاب إبراهيم: “نعم، إنه أمر من الله. وهناك حكمة في ذلك”.
فقالت هاجر: “إذن لن يضيعنا”. ثم عاد إبراهيم ودعا الله عند الثنية مستقبلاً وجهه البيت الحرام، قائلًا كما ورد في القرآن: “رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ”.