عمدة قبيلة الصويعات بمطروح: نقف وراء الدولة والقيادة السياسية|حوار|
محمد بخات
هو رجل دولة من العيار الثقيل، يتمتع بالحكمة ورجاحة العقل، ويسعى دائما لتقريب وجهات النظر بين القبائل وحل المشاكل التي تظهر بين أبناء قبائل مطروح، ويقصده الجميع من أبناء قبيلة الجميعات، ويتعاون معهم في أي قضية تهم الرأي العام.
إنه العمدة مهنا رحومة عبد الحميد موسى الصويعي الشتوري الجميعي، وشهرته «العمدة مهنا الهيش» عمدة قبيلة الصويعات، وهي إحدى قبائل الجميعات ويقيم بمدينة الضبعة، وأحد أبرز القيادات الشعبية التي تعمل في صمت، من أجل المصلحة العامة للقبيلة، ومصلحة جميع القبائل، ويعد أحد الأعمدة الشعبية المساندة للدولة.. وإليكم نص حوارنا معه لـ “مجلة صوت القبائل”.
* متى تم تنصيبك عمدة قبيلة الصويعات؟
في عام 2005 توفي الوالد، العمدة رحومة عبد الحميد عن عمر 85 عاما، وكان يتولي منصب عمدة القبيلة، وعقب الوفاة بأسبوع، تم عقد اجتماع للقبيلة، وكان الوالد ترك وصية مع عواقل القبيلة، بأن يتم تعييني عمدة القبيلة حال وفاته ، نظرا لأنني كنت ملازما للوالد بشكل دائم، وعلى دراية بكل كبيرة وصغيرة داخل القبيلة، ومتعلما، مع التمتع بالأسلوب الجيد في المعاملات مع الكبار، داخل وخارج القبيلة، وتم عقد اجتماع القبيلة لاختيار من يتولى، وكان هناك أكثر من اسم مطروح لاختيار من بينهم العمدة، وهم ما بين ثلاثة إلى أربعة أفراد مرشحين، وتم اختياري من جانب كبار القبيلة، وأجرينا محضر اجتماع رسمي للقبيلة وكانت هناك تزكية من جانب عواقل القبيلة، وبناء عليه تقدمت بأوراقي إلى مديرية أمن مطروح لشغل المنصب الشاغر عمدة قبيلة الصويعات، وبعد موافقة الجهات المختصة تم تعييني بالفعل عمدة قبيلة الصويعات في 8 ديسمبر عام 2008 ومنذ ذلك الحين وأنا أشغل منصب العمدة، ومسؤول مسؤولية كاملة عن القبيلة.
* حدثنا عن قبيلة الصويعات؟
هي قبيلة ضمن قبيلة الشتور من نقب الجميعات الذي يضم عدة قبائل، وتتكون قبيلة الصويعات من ثلاث عائلات رئيسية هي عائلة عامر، وعائلة عمران، وعائلة صويع، وهم أبناء الأشقر الملقب بالشتور، وهي إحدى أكبر قبائل الجميعات، ويبلغ عدد أبناء قبيلة الصويعات ما بين 4000 وحتى 6000 فرد، ويقيمون في مناطق مراكز الضبعة ومرسى مطروح وسيدي عبد الرحمن والحمام في محافظة مطروح، ومنطقة سيدي كرير بالإسكندرية، وبعض المناطق بمحافظة البحيرة.
* قبيلة الجميعات من أكبر القبائل بالصحراء الغربية، أين تنتشر؟ وما تقسيماتها؟
قبيلة الجميعات تنقسم إلى قبيلة الشتور وهم أبناء أشتورى، وقبيلة القواسم، وهم أبناء قاسم وقبيلة الموسى، وهم أبناء موسى، وقبيلة العيساوية وهم أبناء عيسى، وقبيلة النوحة، وهم أبناء نوح، وتنتشر أجزاء كبيرة من هذه القبائل في محافظة مطروح وهم الشتور، والقواسم، والموسى، حيث يتمركزون في مراكز ومدن مطروح، ورأس الحكمة والضبعة وسيدي عبد الرحمن، والحمام، ومنطقة المثاني في النجيلة بشقيها البحرية والقبلية، وفي الإسكندرية بمناطق سيدي كرير والعامرية شرقا، وفي البحيرة قبيلة العيساوية والنوحة المنتشرين في مراكز أبو حمص وأبو المطامير، وحوش عيسى، مثل عائلة المصري وعائلة العتيبي وعائلة المسيحي وعائلة أبوك اكبير، ومنطقة الصحراوي، جنوب العامرية ويبلغ عدد أفراد النقب لقبائل الجميعات ككل، مليونا ونصف المليون فرد.
* ما الأنشطة الرئيسية التي يعمل بها أبناء نقب قبائل الجميعات بمطروح وباقي المحافظات؟
يعمل جزء من أبناء الجميعات في أجهزة الدولة المختلفة في سلك القضاء، والشرطة، والقوات المسلحة، وفي الجهات الإدارية التابعة للمحليات بمجالس المدن، وبقطاع الزراعة بالإضافة إلى عمل قطاع كبير منهم في التجارة والأعمال الخاصة.
* ما أشهر المواقف الوطنية التي تركت قبيلة الصويعات خاصة والجميعات عامة بصمة بها؟
للقبيلة مواقف وطنية كثيرة على مر التاريخ، ولكن من أشهر المواقف التي حدثت في السنوات الأخيرة، في وقت عصيب مرت به الدولة، وهو تسليم أرض المحطة النووية في الضبعة، للقوات المسلحة عقب أحداث 25 يناير 2011 ومشاركة جميع نقب قبائل الجميعات من عُمد ومشايخ وشباب في هذا الموقف الوطني وكنت ضمن اللجنة الشعبية المفوضة من قبل قبائل الجميعات، إيمانا منا جميعا بأهمية المشروع القومي للطاقة النووية، والذي سيهم جمهورية مصر العربية، وبالفعل بدأ المشروع وجارٍ العمل به، والذي نفتخر به جميعا، وسجل التاريخ هذا الموقف، وهذا ليس بجديد على الجميعات، الوقوف بجانب مؤسسات الدولة وخلف قواتنا المسلحة والقيادة السياسية الرشيدة.
*كيف ترى المشروعات التي تقيمها الدولة؟
أرى أن هناك العديد من المشروعات القومية الكبرى التي تقام على مستوى مصر كلها في مختلف المجالات، وفي وقت واحد مما يعكس الجهود المبذولة، في جميع القطاعات التي تنهض بمصر، مثل التنمية الزراعية وشبكات الطرق المحلية التي تربط المدن ببعضها، والدولية بين مصر والدول المجاورة، ومشروعات الإسكان الاجتماعي لتوفير سكن يليق بأبناء مصر، وبناء المدن الجديدة، ومحطات التحلية من البحر، ذات التكنولوجيا المتميزة الحديثة، ومشروعات أخرى عديدة لا حصر لها، وما نراه على أرض محافظة مطروح وفي صحراء مصر الغربية خير دليل، ومنها المشروع القومي للطاقة النووية بالضبعة، وميناء جرجوب بالنجيلة، ومدينة العلمين الجديدة، وتطوير مطار العلمين الدولي الواقع في منطقة الضبعة، على الساحل الشمالي، والمشروع القومي للتنمية الزراعية والمجمعات الصناعية الشاملة التي ستقام على منتجاتها الزراعية، وهو مشروع الدلتا الجديدة، والذي تحدث عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا، وهو أحد المشاريع التنموية العملاقة التي ستحدث طفرة كبيرة في التوسع الزراعي والصناعي القائم على المنتجات الزراعية، وهو يقع على محور الضبعة الإقليمي “الضبعة – روض الفرج” لاستصلاح مليون فدان من أجود أنواع الأراضي في صحراء مصر الغربية، مما يساهم في تنمية المنطقة التي يقع بها المشروع ، ويوفر فرص عمل جديدة للشباب ويساهم في رفع المستوى الاقتصادي للدولة.
*مطروح محافظة حدودية مع ليبيا.. هل يؤثر استقرار ليبيا على مصر؟
بالفعل يؤثر، لأن استقرار ليبيا من استقرار مصر، خاصة أنها دولة شقيقة وتسكنها بعض القبائل المتفرعة لأجزاء بين مصر وليبيا، وبفضل توجه القيادة السياسية، ودور مصر الفعال في لم شمل الدول العربية، ليصب في المصلحة الليبية وينعكس على مصر، لتكون ليبيا دولة ذات سيادة، دولة مؤسسات، وحكومة منتخبة بعيدا عن التدخل الخارجي، والذي تنشط من خلاله الجماعات المتطرفة، والتي تهدف إلى عدم استقرار الدول العربية، وتقف مصر حكومة وشعبا، ضد هذه الجماعات، وتواجهها وتحاربها في الداخل والخارج، من أجل استقرار الوطن العربي أجمع، وهو ليس بجديد على مصر القيادة العربية والعمل على استقرار وتنمية الأمة العربية.
* ما دور قبائل الجميعات وقبائل مطروح عامة في لم الشمل الليبي؟
نحن حرّاس بوابة مصر الغربية، لنا دور شعبي مهم وهو التواجد مع القيادات الشعبية والقبائل الممتده في ليبيا، من أجل دعم أمن وأمان واستقرار مصر وليبيا، من خلال اللقاءات المشتركة بيننا في مصر، وزيارات الوفود من قبائل مطروح إلى ليبيا، في مختلف المناسبات الشعبية، والتدخل لحل المشاكل، وإصلاح ذات البيّن بين القبائل، هناك، والمصاهرة بين قبائل مطروح وقبائل ليبيا، والتجارة البينية بين الجانبين، والتعاون المشترك بيننا، والقواسم التي تجمعنا في العادات والتقاليد، كمناطق جوار تمتد قبائلنا وقبائل ليبيا من غرب مصر وحتىي المنطقة الشرقية في ليبيا، وتجمعهم أشياء مشتركة كثيرة، تجعلهم دائما يدا واحدة من أجل استقرار الدولتين، وسنظل كقبائل في مطروح نقوم بهذا الدور لحماية وطننا مصر ووطننا الشقيق ليبيا.