إيمان التابعي مدير الموارد البشرية بـ «المصرية للاتصالات»: التكنولوجيا أنقذت مصر فى أزمة كورونا |حوار|
دعاء رحيل
واحدة من قصص نجاح الإدارة البشرية في الشركة المصرية للاتصالات، أكبر شركات الاتصالات في المنطقة، وساهمت في مرحلة إعادة هيكلة الشركة وتأهيل الكوادر البشرية بها، لتنافس بعدها الشركة كبريات الشركات الخاصة والمنافسة في السوق..
إنها الدكتورة إيمان التابعي مدير إدارة الموارد البشرية بشركة المصرية للاتصالات «WE»، والتي تؤكد أن مصر هى من وضعت استراتيجية الاقتصاد الرقمى العربى، لتشكيل الوعى الاقتصادي. كما أشارت التابعي في حوار من العيار الثقيل لـ «صوت القبائل» إلى أن مصر خلال هذا العام ستشهد تحولا كبيرا فى مجال الحكومة الإلكترونية فى شتى المجالات، فضلا عن تفاصيل أخرى.. وإلى نص الحوار..
*بداية نريد أن نتعرف على دور الشركة كجهة تكنولوجية أثناء جائحة كورونا؟
تعتبر جائحة كورونا صدمة للعالم بأكمله، لأنها جاءت دون أي مؤشرات تجعلنا جاهزين لتخطيها، ولكن مصر كانت خطت خطوات ثابتة في عالم التكنولوجيا وكانت قادرة على مواجهة الأزمة والحمد لله، والسعي الجاد لتخطي أي أزمات يمر بها المواطن المصري، فعندما تفشي فيروس كورونا في الدول توقفت جميع الأعمال ولكن مع وجود التكنولوجيا وخاصة وجود شركة وطنية مثل شركة المصرية للاتصالات ساعدت الشركة في وصول خدمة الإنترنت إلى المواطنين في المنازل لكي لا تتوقف أعمالهم سواء الأعمال الوظيفية أو التعاملات الحياتية بشكل عام، والتي تم إنجازها من خلال الإنترنت وتوفير المعلومات من خلاله لتواصلها للمواطنين، فالإنترنت أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان.
* ما دورك في مواجهة أزمة كورونا وخاصة أن لديكِ بصمة داخل المجتمع المدني؟
يوجد شقان لانتمائي للعمل التطوعي: أولاً عملي في شركة وطنية ورسوخ فكرة الوطن داخل نفوس جميع العاملين داخل الشركة. ثانيا مقابلة مجموعة من القامات المهتمين بالعمل الخدمي المجتمعي أمثال اللواء أحمد زغلول، والسيدة أمل مسعود، والفنان سامح يسري، وغيرهم من الشخصيات والمهتمين والملهمين في مجال العمل العام، فعندما التقينا أثناء تأسيس حملة دعم مؤسسات الدولة آثرت هذه الشخصيات تنويري وتفتيح الأفكار لديّ وجعلتني أفكر في أنه يجب أن أشارك في منظمات المجتمع المدني بكل ما لدي من قدرة وإمكانيات فكرية كي أساعد المواطن وأساهم بالمجتمع .
* ماذا يمثل لكِ العمل التطوعي؟
المجتمع، كما أخبرني اللواء أحمد زغلول، عبارة عن مثلث له ثلاثة أضلاع (الدولة – منظمات العمل المجتمعي- المواطن)، وأهم جزئية في عمل المجتمع المدني هي التوعية للمجتمع وخاصة الشباب، فعند مشاركتي في حملة دعم مؤسسات الدولة كان الفنان سامح يسري يترأس لجنة الشباب داخل الحملة، وفكر الفنان في إنشاء عالم افتراضي مثلا للشباب ليفرغ طاقاتهم من خلال الإنترنت، ليجذب الشباب إلى جهة الفن والرقي والثقافة والإبداع وإبعادهم عن العنف والحرب والجهل، فالدولة تحارَب من الداخل من كيان خطير يريد أن يستقطب الشباب، فيجب أن تكون الدولة مدركة مدى خطورة هذا الكيان للحفاظ على شباب مصر.
*هل توجد كيانات في المجتمع المدني ساعدت على تخطي أزمة كورونا؟
توجد كيانات مجتمعية محترمة جدا وذات مسئولية عالية بالمجتمع مثل مؤسسة «صنّاع الخير»، «مصر الخير»، وأمثلة أخرى، فهذه المؤسسات حملت على عاتقها مسئولية عظيمة في مواجهة جائحة كورونا من خلال مساعدة المواطن تجاوز هذه الأزمة من خلال توفير أدوية أو سلع غذائية وتوفير أموال للعمالة غير المنتظمة التي تضررت من جائحة كورونا، وعلى صعيد شركات الأعمال فمثلا الشركة المصرية للاتصالات”WE” أخرجت جزءًا من الموازنة لديها بالاشتراك مع مؤسسة مصر الخير وجمعيات أهلية أخرى، مثل مؤسسة مصر للتنمية والإبداع والذين قاموا بعمل قافلة لأهلنا بسيناء لتوفير مواد غذائية وبطاطين لنحو 1300 أسرة، وقامت الشركة أيضا بالتواجد في الصعيد في مشروعات إدخال المياه للمنازل المحرومة وبناء الأسقف وغيرها من خدمات عديدة للمواطنين، وذلك عن طريق تخصيص جزء من الموازنة سنويًا لمساعدة المواطنين وفقاً لموافقة مجلس إدارة الشركة والتي لديها إيمان كامل بدور الشركة المجتمعي كشركة وطنية .
*ما الأعمال القادمة لديكِ من خلال المجتمع المدني؟
أنا من المؤمنين جدا بتأثير الميديا على عقل الإنسان وخاصة في زماننا هذا، دوري بطريقة مختلفة إلى حد ما دور توعوي وذلك عن طريق عمل فيديوهات توعية توجه للسوشيال ميديا مثال التعامل مع فيروس كورونا وتوعية المواطنين بخطورة الفيروس وذلك عن طريق عمل فيديوهات تعتمد علي الإيموشن جرافيكس وشرح طريقة انتقال الفيروس بين المواطنين إذا لم تتخذ الإجراءات الاحترازية، وذلك لإبراز مدى خطورة الموقف عند إهمال المواطن اتخاذ الإجراءات الوقائية.
*هل نجحت مصر في مواجهة فيروس كورونا المستجد؟
مصر مقارنة بدول أعظم منها في الإمكانيات، نجحت بشكل كبير في مواجهة الفيروس القاتل. فإذا لم تواجه الدولة الفيروس بشكل جدّي، كما رأينا، لكنا واجهنا كارثة لا يعلمها إلا الله، وكل ذلك بتوجيهات وتحت مظلة الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي يتابع بنفسه ملف الصحة والتعليم، والإسكان وجميع نواحي الحياة، ولكن من جهة أخرى إذا كان المواطنون بنفس وعى شعوب الدول الأخرى لكان الأمر اختلف أكثر نحو تحسن أفضل .
*ما التحول الرقمي وأهميته للمجتمع المصري؟
التحول الرقمي بمفهومه البسيط هو الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا في كل أمورنا الحياتية، خاصة الخدمات الحكومية، التي يواجه المواطن بعض الصعوبات خلال إنجازها، فباستخدامه للتكنولوجيا سيقضى على المشكلة ويتمكن من إنجاز الخدمة المطلوبة في وقت أسرع بكثير وبأسلوب بسيط وميسر، فمثلا استخراج أي مستخرج من إدارة المرور مثل تجديد رخصة سيارة فالاستعلام عن المخالفات ودفعها إلكترونيا وأيضا شهادة البيانات وغيرها من إجراءات كله متاح عبر الإنترنت ولا يبقي غير خطوة واحدة هي استلام المواطن للرخصة، وغيرها من الخدمات في جميع المجالات، حيث يقل العمل الرتيب ويزيد وقت التفكير بالتطوير.. التحول الرقمي هو زيادة الكفاءة في خط سير العمل بحيث تقل الأخطاء وتزيد الإنتاجية.
* ما المستهدف من وراء تلك الاستراتيجية للاقتصاد الرقمى؟
تهدف الاستراتيجية إلى وضع رؤية عربية للتحول للاقتصاد الرقمى فى غضون سنوات محددة على مستوى جميع الدول العربية، كما يوضع ضمن أساسيات تلك الاستراتيجية دراسة مستفيضة لاحتياجات سوق العمل مصرياً وعربياً ودولياً وربط دراسات البحث العلمى المستقبلية بما تحتاجه الدول العربية من كفاءات فى مجالات التحول والاقتصاد الرقمى، كما تهدف الاستراتيجية إلى التنسيق بين جميع الدول العربية لاستخدام تغيرات التكنولوجيا الرقمية لتحقيق التنمية المستدامة للمنطقة كلها، بجانب تحسين مستوى المعرفة بالاقتصاد والمشاركة فى إعداد الدراسات والتقارير المتعلقة بمجالات الاقتصاد الرقمى، إلى جانب إقامة المؤتمرات والندوات العلمية.
* ما الهدف الرئيسي من تحويل المجتمع المصري إلى مجتمع رقمي؟
من خطة التحول الرقمي وبناء مصر الرقمية، تعزيز تنمية البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات الرقمية في الجهات الحكومية، لتحسين أداء الوزارات والهيئات الحكومية الأخرى، ورفع جودة الخدمات التي تقدمها للجمهور وكفاءتها من خلال تحسين بيئة العمل، وتوفير الدعم لعملية صناعة القرار وإيجاد حلول للقضايا التي تهم المجتمع، هذا بالإضافة إلى خطة بناء القدرات البشرية أو “بناء الإنسان المصري”، عبر تنفيذ عدة برامج ومبادرات مختلفة تستهدف توسيع قاعدة المهارات والخبرات في مصر، في مختلف تخصصات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتأهيل الشباب المصري وإعدادهم للمستقبل، وعصر التحول الرقمي وتمكينهم لبناء مجتمع رقمي.
* هل يقضي التحول الرقمي على الفساد الإداري؟
بالتأكيد تطبيق التحول الرقمي سيقضي على أي فساد إداري ممكن أن يكون متواجدا ومرتبطا بأي خدمات سواء حكومية أو غيرها، حيث إن الذهاب إلى جهات مختلفة لاستخراج أوراق يعرض المواطنين لبعض عديمي الضمائر للابتزاز ودفع إكراميات، وهنا يكون ابتزازا ماديا و معنوي، وبذلك التحول يجنب المواطنين التعرض لمثل هذه الأمور ، حيث سيجعل التحول الرقمي الحياة بسيطة وسهلة من خلال استخراج وتحويل وسحب أوارق مالية من خلال وسائل التكنولوجيا المختلفة أثناء تواجد المواطن في أي مكان.
* ما التحديات التي تواجه التحول الرقمي في مصر؟
باختصار توجد العديد من العوائق التي تعرقل عملية التحول الرقمي في المجتمع، وذلك بسبب وجود عدد كبير من الأميين وعدم وجود بعض الأشخاص المؤهلين لاستخدام التكنولوجيا والتخوف من مخاطر أمن المعلومات كنتيجة لاستخدام الوسائل التكنولوجية يعتبر أحد أكبر العوائق، خصوصا إذا كانت الأصول ذات قيمة عالية، فيجب محو الأمية أولا لكي نستطيع تعلّم التكنولوجيا وذلك من خلال عقد ندوات وكورسات تدريبية للحصول على مواطن على دراية بالجوانب المختلفة من التكنولوجيا.